الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بديهيات الأزمة السورية

بديهيات الأزمة السورية

07.10.2013
رأي البيان


البيان
الاحد 6/10/2013
لا يمكن للمتابع للملف السوري، إلا أن يؤكد مراراً وتكراراً على بدبهيات باتت منسية مع مرور 30 شهراً على انطلاق الاحتجاجات. فمع استخدام مختلف صنوف الأسلحة ضد المتظاهرين، وصولاً إلى استعمال أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين، كما حصل في الغوطة قبل نحو شهر ونصف، اختزل المجتمع الدولي الأزمة برمتها بترسانة دمشق الكيماوية، وكأن السوريين احتجوا طيلة عامين ونصف على مخزون بلادهم من ذلك السلاح الفتاك.
من الضروري التأكيد على أن ما حصل ويحصل في سوريا أسبابه وحلوله سياسية، ولا تتعلق بطبيعة الحال بسلاح ما. وإن لم تكن لدى المجتمع الدولي الإرادة الكافية للتوصل إلى حل سياسي يرضي الشعب السوري ويرسم مستقبلاً زاهراً له، فإن بوصلة ذلك المجتمع تكون ضاعت فعلاً في متاهات التفتيش عن السلاح الكيماوي.
وكذلك، فإن وحدة المعارضة أيضاً باتت مطلباً واضحاً للجميع، لأن ذلك ما سياسهم من دون شك في تحديد خريطة طريق سوريا في قادمات الأيام، وتشتت المعارضة سيعني في نهاية المطاف استمرار نزيف الدم ودوران آلة القتل.
أما مؤتمر جنيف 2 المتوقع التئامه منتصف نوفمبر المقبل، فلا بد له أن يكون مؤتمراً جامعاً شاملاً وجليّ المعالم وبآليات تنفيذية مزمنة، لكي لا تدخل عملية التفاوض في دوامة السجالات وشيطان التفاصيل.
أما ترحيل الأساسيات والبدهيات، أو ما يمكن تسميته قضايا الحل النهائي، إلى فترة لاحقة، فذلك سيشي أيضاً بأن الأزمة ستستمر من دون حل جذري وملموس، خاصة إن لم تأخذ القوى الكبرى بعين الاعتبار قنبلة اللاجئين الموقوتة، التي قالت الأمم المتحدة إنها الاسوأ منذ مجازر رواندا قبل عقدين.
ما ينتظر من المجتمع الدولي وجميع الفرقاء في سوريا، هو أن يكون هناك سعي جدي للخروج من النفق المظلم للمأساة السورية. أما التراشق بالاتهامات والشكوك والتغاضي عن البديهيات، فسينتهي بالجميع من دون استثناء إلى هوة سوداء سحيقة.