الرئيسة \  واحة اللقاء  \  براميل الطغاة القذرة.. حرب العاجزين؟

براميل الطغاة القذرة.. حرب العاجزين؟

12.07.2015
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 11/7/2015
ثمة جرائم بشعة ضد الجنس البشري لم تتورع أنظمة الطغاة في الشرق الحزين عن ممارستها علنا وبشكل سافر وفي تحد فظيع لكل قيم الأرض وقوانين السماء، فما يجري في الساحتين السورية والعراقية من فظائع ترتكبها أنظمة الموت والدمار والطائفية ضد شعوبها قد تجاوز كل الحدود المقبولة في ظل صمت دولي مريب وضع إشكالية شعارات حقوق الإنسان على المحك، وأشر على قساوة مواقف المصالح الدولية المتباينة التي لا تلقي بالا لمعاناة المحرومين وأنين الثكالى، ففي الحالة السورية مثلا تهشم الشعب السوري بالكامل، وتحولت ملايين منه للاجئين يلتمسون الأمان في دول العالم، فيما تغول النظام وهو يمارس حرب إبادة ممنهجة مدعومة من حلفائه في إيران أو من جموع عملائهم الطائفيين في العراق و لبنان، وحيث تدور حاليا معارك شرسة لإستهداف الآمنين في ريفف دمشق والزبداني وبمشاركة واسعة من حزب الله اللبناني الذي تحول لفرقة من المرتزقة والإرهابيين المتخصصين في ترويع الآمنين بعد أن انكشف بالكامل وتعرى حتى من ورقة التوت شعار الصمود والتصدي الذي تبجحوا به طويلا، نظام دمشق بعد أن تخصص في إلقاء براميله القذرة وتطور ميدانيا وإرهابيا من خلال استعمال غاز الكلور وما تيسر من أسلحة كيمياوية تكتيكية بات منارة إرهابية يستعين بخبراتها حلفاء ذلك النظام في العراق من أهل الأحزاب الطائفية الإيرانية الحاكمة التي لم تتردد عن استحضار واستنساخ التجربة الإرهابية السورية وتطبيقها في العراق عبر التوسع في سياسة الأرض المحروقة والانتقام من المدن السنية العراقية المنتفضة عبر تسليط مجرمي الحشد الصفوي عليها وإستعمال مختلف الأسلحة القذرة كالبراميل القذرة وأدوات الموت الجماعية وسلاح الخطف والتهجير والمطاردة وهو ما يعكس أزمة أخلاقية في المقام الأول ويرسخ عجز ذلك النظام عن حسم وإدارة ملف الصراع الوطني بطريقة احترافية وإنسانية ومسؤولة تراعي مصالح المدنيين الأبرياء بعد أن تحول العراق حاليا لأكبر بلد يضم لاجئين داخليين يعاملون بعنصرية مفرطة تثير الأسى وتعبر عن فشل حقيقي لسلطة عاجزة إلا من التصريحات الخرافية والهلامية لقدرات استعراضية فجة، لقد بينت عمليات النهب والخطف والاغتيال والتغيير الديموغرافي الطائفي لعصابات الحشد الإيراني عن سيناريو أسود ورهيب يستهدف التشكيلة العراقية، كما بينت جرائم عصابات الحشد المرتبطة قياديا ومركزيا بفيلق القدس للحرس الثوري الإيراني عن عمق السيناريوهات والأجندات السوداء الموضوعة والمرسومة في الغرف السوداء لتمزيق العراق وعموم الشرق ضمن حزام الأزمات والعصابات الطائفية، ففي العراق اليوم تدور رحى حرب تدميرية ليس ضد مكون معين فقط بل ضد الدولة المركزية بأسرها وضد مؤسساتها الأمنية والعسكرية عبر تفعيل الفوضى وتهشيم الجيش العراقي واستنزافه تمهيدا لإخراجه من معادلة الصراع وفرض مؤسسة الحرس الثوري العراقية البديلة!! وذلك أمر لن يتم إلا من خلال افتعال الحروب والأزمات وتماما كما حصل في إيران التي استغل نظامها سنوات ومراحل الحرب ضد العراق في ثمانينيات القرن الماضي لإضعاف الجيش الإيراني المشكوك بولائه وإطلاق العنان لجهاز الحرس الثوري ليكون القلعة الحصينة للنظام والقوة العسكرية والعقائدية باستطاعتها تحقيق حلم تصدير الثورة القائمة سياقاته بحدة اليوم في الساحة العراقية تحديدا، فالفرصة التاريخية الإيرانية في العراق نادرة ولا تعوض، والسلطة الفاشلة القائمة هناك والتي يقودها عناصر تحمل جانبا كبيرا من الغباء تمثل أكبر فرصة للتمدد الإيراني في الشرق، النظام في بغداد اليوم كشقيقه النظام المتهاوي في دمشق لا يمتلك من الحلول سوى أسلوب توسيع حرب الإبادة الشاملة والإغراق في مسلسل الفوضى، فالعاجزون قبل أن يكونوا عالة على شعوبهم هم عالة على التاريخ..!!