الرئيسة \  واحة اللقاء  \  برعاية أوباما وبوتين...هل هي هدنة يقين ...أم دهنة من طين؟!

برعاية أوباما وبوتين...هل هي هدنة يقين ...أم دهنة من طين؟!

28.02.2016
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
السبت 27-2-2016
لقد سلّمت أمريكا - بالاتفاق مع إسرائيل - سوريا إلى روسيا وإيران وأذنابهما، لأن السياسة الأوبامية لم تعد قادرة -بضغط اللوبي الصهيوني - على المجابهة، خصوصاً أن أوباما يودّع حقبة الرئاسة قريباً، وهو يفخر بنجاح سياسته، لأنه حفظ اقتصاد أمريكا ولم يضحِّ بأرواح أبنائها، بل تُزهق أرواح من يقاتلون بالوكالة عنها، ومن ناحية أخرى لم يكرّر ورطتي العراق وأفغانستان، ولو كان ذلك على حساب بحور دماء السوريين، إذ المهم استنزاف الجميع لخطّة ماكرة، سيّما أنه ثبت دخول جنود صهاينة في عمق الداخل السوري للمراقبة والرصد، بل وضرب المعارضة. وهكذا تلتقي شراذم الشر والمؤامرة ضد مواكب الحق بفرز واضح وإيديولوجيا استراتيجية، قال أحد الخبراء والمحللين في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية الأحد الماضي: إن استمرار القتال في سوريا خَدَم إسرائيل، وسحق الجيش السوري ومعظم المخزون الكيماوي بعد التسوية البوتينية مع أمريكا. أقول: وألغَى الخط الأحمر على السوريين، واستشهد الكثير بسبب ألاعيب هؤلاء الأعداء العديمي القيم والأخلاق، والسؤال: هل تستطيع أمريكا وحدها أن تنهي السفاح بشاراً أم لا، وقد قام موسادها بخطف واعتقال جنرال (بِنما) في ليلة واحدة؟!، وصدق المثل المصري: أسمع كلامك أنبسط، أشوف عمايلك أتعجب! ولكننا نؤكد أن أمريكا وروسيا وإيران خصوصاً هم طغاة متجبرون وليسوا بأقوياء كما يزعمون، وما مثلهم إلا مثل الفراعنة الذين لم يعبر القرآن عنهم مرة واحدة بالقوة؛ وإنما بالطغيان، ولو كان للثوار في سوريا بعض الأسلحة النوعية ويُحفظ ذووهم في أماكن آمنة ويزوّدون بمضادات للطيران، فإن أحداً لن يغلبهم بإذن الله. إن الذي يقطع الدعم عن هؤلاء الأبطال ويساعد الأسد، النعامة أمام الصهاينة هو الإرهابي الحقيقي! ولك أيها القارئ أن تلاحظ أن بوتين - منذ يومين - اتصل بروحاني رئيس إيران وشاوَرَه في وقف إطلاق النار في سوريا، وكذلك اتصل بالأسد الجزّار، وقد أوْرَد ساخرو الصحف الروسية كاريكاتيرا لصورة كلب ووضعت الأسد بصورة الذنَب فيه، ولما سُئلت الصحيفة عن ذلك أجابت: إننا نحترم الكلب أكثر من احترامنا لرئيس يقتل شعبه، ولكن بوتين الذي يعرف ربط الفرس اتصل بنتنياهو للتشاور حول شؤون المنطقة، وقال له من قبل: اطمئن لن يذهب الأسد! كما قال منذ أشهر: إن علاقتنا مع اليهود لا يستطيع أحد في العالم أن يقطعها! أما الاتفاق على هدنة تقبل بها قوات الثورة - وقد قبلت بها الهيئة العليا للمفاوضات مدة أسبوعين فقط للتجريب -، فإننا نقول لها وللمتحدث باسمها منذر ماخوس: إن الذي يجّرب المجرّب عقله مخرّب، والأَولى استشارة الشعب حتى لا تقعوا في الفخ! ولأن الاتفاق يحمل كل الهشاشة والضعف فإن أوباما قال: لا تفرطوا بعقد الأمل عليه. وقال كيري: إذا فشل فسوريا سائرة إلى التقسيم. ولعل هذا هو المراد أصلاً، خلافاً لما صرّح به (بول سالم) نائب مركز الشرق الأوسط في واشنطن، و يجب ألا ننسى مَكْر هؤلاء فيما يخص استثناء جبهة النصرة من القصف، سيّما أنها موجودة على غالب التراب السوري وثوارها سوريون، وبالتالي فسيقصف المدنيون والثوار المعتدلون بحجتها، أليس هذا المكر قد دُبّر بليل ولذلك أكد (ديميستورا) أن المشكلة في تحديد من هو الإرهابي، ولا نغفل أن طرح هذه الهدنة إنما جاء ليقضي على حركة رعد الشمال والهجوم البري على داعش في سويا والذي سيؤدي حتماً إلى الصراع السنّي الشيعي، ولذلك بدأت إيران تغازل السعودية، ثم اتفق الراعيان أمريكا وروسيا على إرضاء إيران والسعودية بحل روسي للقضية السورية التي غدت كارثة لا أزمة كما يقولون!! إنها لعبة العسكر والحرامية التي يعرفها السوريون، وإذا كان وقف إطلاق النار- كما قال السيد الزعبي رئيس لجنة المفاوضات - هو للانتقال من الحرب إلى السلم، أي إلى البدء بحكومة انتقالية ليس فيها الأسد ولا زبانيته، فهل سنصل إلى ذلك، أم أنها لعبة الأمم؟ وإن إعلان الحكومة السورية انتخابات تشريعية في 13 أبريل إنما هو لنسف أي عمل سياسي محتمل، فهل فهمناهم؟ وكيف لم يعترضوا على الأسد بذلك وهو يخالف نصوص مجلس الأمن جميعها؟ الحقيقة أن روسيا مستعجلة حتى لا تغرق في المستنقع السوري، وإن خامنئي المجرم وبوتين الثعلب لن يستطيعا أن يتغلبا على شعب عرف قدره فرضي به حتى يحكم الله بينه وبين عدوّه، وختاماً فكما قال رئيس تركيا أردوغان: إن المتوقّع في الهدنة ووقف إطلاق النار أن المصلحة للأسد وروسيا وإيران فقط. فيا ثوار سوريا البواسل توحّدوا بقوة فبالوحدة أعاد صلاح الدين الأيوبي حلب، وبذل الوقت الكثير لذلك واكسبوا الجمهور والحاضنة الشعبية وسِيروا على هدف التوحيد والتحرير والقوة حتى نصل إلى توحيد مصر والشام وطرد الصليبيين منها، فهل أنتم فاعلون؟