الرئيسة \  واحة اللقاء  \  برهة تمام سلام بانتظار كلمة سوريا

برهة تمام سلام بانتظار كلمة سوريا

20.02.2014
ضرار نفاع


القدس العربي
الاربعاء 19/2/2014
ما إن أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة حتى تقاسمت المطبوعات المحلية والعربية وربما العالمية إلى حد ما صورة الترويكا الحاكمة هناك.
الرئيس ميشال سليمان يتوسط تمام سلام مجترع معجزة تأليف الوزارة وبالطبع نبيه بري الذي لا يحتاج إلى تعريف. فهو المعرف بنفسه رئيس مجلس النواب اللبناني الأول والأخير وحتى اشعار آخر أغلب الظن منذ اتفاق الطائف الذي أوشك أن يتم ربع قرنه.
يحكى أن حكومة سلام تختلف عن سابقتها بسابقة استثنائية فمحور الممانعة كما يفاخر أصحابه سلم ثلثه المعطل مفضلا بقاء قواته أو بالأحرى بيادق حزب الله بسوريا على أن يحظى بقبضة فولاذية بحكم لبنان.
بشكل ما توجد روابط مذهلة بين احتفاظ بري بكرسيه ضمن ترويكا البلاد وبين تأليف أي حكومة في سياق الشبكات العنكبوتية في الولاء والمحاصصات الطائفية.
وفي أي حسابات في ذاك التصنيف لا بد من العودة إلى مؤلف فهرسها في دمشق … ورغم ان لبنان بلاد كما يتداول في علوم الاجتماع فسيفسائي التركيب كي يعيش لا بد له من مراعاة افرازاته الطائفية إلا أن ابتلاع سوريا له إبان الحرب الأهلية وما تلاها غير من مفاعيل الحكم فيه بل ونسجها ضمن آليات الخدمة في أبجديات حزب البعث الحاكم هناك.
وهكذا بقيت سوريا صاحبة القول والفعل في أداء لبنان في الداخل والخارج رغم انسحابها العسكري بعيد اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
فقبله كان جيشها واستخباراتها ينفذان برقيات دمشق وبعده جيرت تلك البرقيات الى الحلفاء فكانوا خير خلف لجيشها .
اليوم نصيب الحلفاء في السلطة بلا أنياب بلا طاقة سلبية قادرة على تفعيل البلاد بعد تعطيلها وشل حكومتها من دون شك ومهما قيل في قصر بعبدا عن قدرة بيروت على النأي بنفسها عن دمشق فإن حكومة سلام مجبرة على التعاطي مع سوريا عبر ملفات عدة قد لا تبدأ باللاجئين العابرين لحدودها وقد لا تنتهي عند ما افتتح في لاهاي مؤخرا عن مداولات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري.
أصحاب ذاك الثلث وعلى رأسهم وزراء كتلة الوفاء للمقاومة من حزب الله يدركون تلك المعاني وما لها من مآلات وما عليها من أثمان فمحكمة لاهاي ستنتهي باصدار أحكام بحق زملائهم في المقاومة وهم في الأصل ساجلوا في أي حكومة وفي كل وزارة لا تمتثل لإيعازات حارة حريك في الضاحية الجنوبية بالابتعاد الفوري وربما القسري عن أي تحقيق يمس المقاومة والمقاومين .
كان ذلك بمثابة الحصانة لحزب الله المجند اليوم كما يقول بالدفاع عن العتبات المقدسة في الأراضي السورية وفي سبيل ذلك كان لابد له من الاختيار حكومة بثلث معطل مع انسحابه من سوريا أم حكومة لا طاقة له على تعطيلها مع زج المزيد من المقاتلين إلى الشقيقة الكبرى كما يقولون.
اختار حزب الله الحرب لكن هذه المرة بلا غطاء حكومي يستر فيه عوراته الإقليمية و الدولية … لا نعرف ماذا سيكتب لهذه الحكومة لكنها على الأقل تريد التحضير للانتحابات الرئاسية التي باتت قريبة.
وهكذا وزعت الحقائب الوزارية وانتهت إلى حزب الله بحقائب مليئة بالمفاجآت حاول بنفسه أن يتحصن منها بمطالبته الحكومة بالقضاء على الارهاب التكفيري …لاحظوا دقة التوصيف ودلالاته في وجوب القتال في سوريا كما يفعل أحفاد الحسين هناك بحسب تصنيفات الممانعين اللبنانيين.
لحظة التتويج قال رئيس الحكومة تمام سلام أن وزارته هي الأنسب في الوقت الراهن …يدرك الأخير جيدا أن آفاق الإنفراج والتأزم في لبنان متعاضدة بشكل وثيق مع سوريا وعندما تحدث عن برهة الوقت الراهن كان يعرف أيضا أن الحرب فيها مستمرة ضد النظام ومن خلفه حزب الله. أغلب الظن أن الراهن الحالي لن يزول إلا عندما تقول سوريا كلمتها الأخيرة والفاصلة في كل شيء حتما.