الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بريطانيا والمستنقع السوري

بريطانيا والمستنقع السوري

10.07.2014
ديللي تلغراف البريطانية


البيان
الاربعاء 9/7/2014
الكشف عن أن الجنرال ديفيد ريتشاردز القائد السابق للقوات البريطانية، قد وضع خططاً لتدريب جيش من الثوار السوريين قوامه 100 ألف رجل، يوضح إلى أي حد كانت الحكومة البريطانية تتطلع للانخراط في الحرب الدموية في سوريا.
وخلال السنوات الثلاث التي شغل فيها الجنرال ريتشاردز هذا المنصب، شكك بعمق في مدى استعداد الائتلاف الحكومي البريطاني للانخراط في مغامرات عسكرية سيئة التقدير وربما كارثية، في العالم العربي.
وباعتباره مستشاراً بارزاً في مجلس الأمن الوطني الذي يرأسه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، شكك الجنرال ريتشاردز في اهتمام رئيس الوزراء الاستحواذي بالإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي. وما عليك إلا أن تلقي نظرة على الوضعية الكارثية التي تجد ليبيا نفسها فيها اليوم، لكي تدرك حكم من كان أكثر سلامة في ما يتعلق بهذه القضية.
وكانت سوريا حالة مماثلة، حيث أهاب الجنرال ريتشاردز، جنباً إلى جنب مع سير جون سوارس رئيس جهاز المخابرات البريطانية "إم آي 6"، بالتآلف الحكومي أن يمضي بحذر، بدلاً من أن يتورط في صراع آخر بلا نهاية في الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي قام الجنرال ريتشاردز برسم خططه لتدريب جيش المعارضة السورية، كان ديفيد كاميرون ومستشاروه يضغطون لكي تمضي بريطانيا قدماً بتدخل عسكري في سوريا. ولم ينته هوس الائتلاف البريطاني الحاكم بتوريط بريطانيا عسكرياً في الصراع السوري، إلا بعد اقتراع مجلس العموم الذي صوتت غالبية أعضائه ضد توجيه ضربات جوية لنظام الرئيس بشار الأسد.
خلال هذه المرحلة المضطربة، كان الجنرال ريتشاردز يقف ضد إيماءات الحكومة العسكرية المتقلبة، وذلك لأنه فهم أن القيام بهذه التحركات يحمل مخاطر التصعيد والمزيد من التورط البريطاني. فإذا أقمت منطقة حظر طيران وتعرضت هذه المنطقة للهجوم من النظام السوري، فإن عيلك أن ترد، وإذا رددت فإن حلفاء نظام الأسد سوف يشعرون بأنهم مضطرون للتدخل، وقبل أن تعلم بجلية الأمر ستجد أن بذور حرب عالمية ثالثة يتم غرسها. وللرد على موقف الائتلاف البريطاني المضطرب، اقترح الجنرال ريتشاردز تدريب قوة معارضة سورية يمكنها أن تقوم بالمهمة بدلاً من بريطانيا.