الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الأسد بطل جائزة نوبل للسلام!.. أي مهزلة...؟!

بشار الأسد بطل جائزة نوبل للسلام!.. أي مهزلة...؟!

20.10.2013
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 19/10/2013
مع إعلان اللجنة الترويجية لجائزة نوبل الدولية الشهيرة للسلام عن هوية الفائز بها هذا العام وهو مرشح اللحظة الأخيرة "منظمة التخلص من الأسلحة الكيماوية"! عادت الخيبة والقرارات الخاطئة لتعيد تصدير نفسها وفرض رؤاها على قرارات لجنة هي الأسوأ في العالم من حيث المعايير وأسباب الاختيار ودوافعه وخلفياته السرية والعلنية، فالمنظمة الدولية المذكورة لم يكن لها في العير ولا في النفير قبل أن تتدخل القوى الدولية الكبرى وتفرض على النظام الإرهابي السوري المجرم صفقة وخيار "التشليح مقابل البقاء"!!، وهي الصفقة المشبوهة التي تلقفها نظام بشار ليزداد إرهابا وإجراما وتجويعا بحق الأحرار من السوريين الرافضين لنظامه والثائرين منذ ما يقارب الأعوام الثلاثة، لقد كان الفائز بتلك الجائزة طرفا آخر قد يكون الطالبة ملالا أو غيرها ولكنه بالتأكيد ليس تلك المنظمة التي لم يعد يتذكرها أحد منذ أيام الصراع الدولي الماراثوني مع نظام صدام الراحل في العراق.
جائزة نوبل هذا العام جاءت خيارا بائسا وشاحبا وميتا منذ أن أعلنه رئيس اللجنة النرويجية "توربيورن ياغلند" والذي هو الزعيم السابق لحزب العمال النرويجي ورئيس الحكومة النرويجية الأسبق كما كان رئيس البرلمان الأسبق أيضا!، واستعراض الأسماء التي حصلت على تلك الجائزة عبر تاريخها الطويل والممتد شوه سجلاتها وجود عناصر إرهابية وإجرامية دولية من أمثال الإرهابي الصهيوني النافق مناحيم بيغن الذي تقاسمها مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وكذلك جزار قانا ورئيس الدولة الصهيونية الحالي شيمون بيريز وهو بالمناسبة أحد مهندسي المشروع النووي الإسرائيلي!! كما أن النرويج ذاتها كانت أحد أهم عوامل وأسباب ونجاح ذلك المشروع النووي منذ عام 1957 حينما جهزت مفاعل ديمونا الإسرائيلي بالماء الثقيل الضروري لتشغيل المفاعل، معايير اختيار الفائزين بتلك الجائزة تخضع على الدوام للمزاج الدولي السائد في ظل منافسات ترشيحية شرسة من مؤسسات مختلفة وعديدة، ولكن دخول منظمة الأسلحة الكيماوية على الخط في ربع الساعة الأخير وفوزها بالجائزة يمثل الخيار الأسوأ، فهذه المنظمة لم تفعل شيئا لتجريد السلاح الكيمياوي من النظام السوري بقوتها الذاتية بل كان ذلك الخيار خيار النظام السوري بعد أن ارتكب جريمته التاريخية الكبرى في الغوطتين في 21 أغسطس الماضي، واتهم المعارضة بذلك مع شلة الأنس والفرفشة المساندة له في موسكو وبغداد، ثم تهرب من وجع الرأس والملاحقة عن طريق "التشليح الذاتي" والذي يعني تسليم سلاح الجريمة التي سجلت ضد مجهول بعد أن رفعت عنها بصمات النظام! وإبداء حسن النية في الانبطاح الدولي مع ضمانات روسية فاعلة بغلق الملف الكيماوي، مقابل ترك النظام السوري يمارس تكتيكا عسكريا مجرما هدفه القضم التدريجي لمواقع الثوار، وهو أسلوب عسكري خبيث ومراوغ تميز بزيادة حدة النيران الموجهة ضد مواقع المعارضة والاستعمال المفرط للقوة والاعتماد على العصابات الطائفية العراقية واللبنانية تحت القيادة الحرسية الإيرانية بارتكاب المجازر الشنيعة في ريف دمشق كما حصل في الذيابية ومخيم الحسينية، إضافة لاستعمال التكتيك المخابراتي في استعمال السيارات المفخخة في التجمعات والأسواق الشعبية مترافقا مع القصف الجوي وبالبراميل القذرة مضافا لذلك حملة علاقات عامة يقوم بها رئيس النظام من خلال مقابلاته المتلفزة مع القنوات العالمية والتي يمرر من خلالها رسائله للعالم ويشيع تصورات واهية عن قدرة نظامه العسكرية وعن صموده وعن مطاولته في مقاومة الإرهاب الدولي بينما يستعين هو بعصابات طائفية إرهابية دولية معروفة، والغريب أن العالم الذي يسمي نفسه حرا يتفرج على مصارع السوريين ويغض النظر تماما عن جرائم النظام وعن استباحة العصابات الإيرانية لحرمة وقدسيىة الأراضي السورية وكأن المجازر الجارية هناك تحدث في مجرة أخرى، والرئيس السوري لم يخطأ أبداً حينما تهكم وقال بأنه يستحق جائزة نوبل للسلام! والتي عمليا أعطيت له ولنظامه بعد أن وافق على التشليح الذاتي مبررا بنفس مبررات الأنظمة الفاشية وهي الحفاظ على النظام السياسي أهم من الكرامة الوطنية وحتى من مبادئ السيادة، لقد قالها البعث السوري بعد هزيمة 1967 وقيام الوالد حافظ أسد وزير الدفاع وقتذاك بتسليم هضبة الجولان للإسرائيليين، ويقولها اليوم وريثه ووارث سره وهو يقوم بنزع السيادة والكرامة الوطنية قطعة تلو أخرى، فيما ينشغل العالم بتدمير بعض من أسلحة النظام القذرة ويتركون له حرية قصف وذبح السوريين بالجملة والمفرق.. فما أتعس حالة النفاق الدولي وما أتعس جائزة نوبل النرويجية والتي تعطى لمن لا يستحق وتكرم القتلة والدجالين.. لقد مات الضمير الإنساني واستطاع الفاشيون تمرير طروحاتهم السخيفة بكل صفاقة..