الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الأسد سوف يترشح للرئاسة مرة أخرى!

بشار الأسد سوف يترشح للرئاسة مرة أخرى!

04.06.2013
د. سلطان عبد العزيز العنقري

المدينة
الثلاثاء 4/6/2013
كبير الحراس القدماء لحزب البعث السوري، وليد المعلم، يُبشرنا أن رئيسه سوف يترشَّح مرة أخرى لفترة رئاسية قادمة بعد انتهاء فترته 2014م! ليكمل ذبح شعبه، ويحكمه بالحديد والنار.. يقول المثل العربي: "إذا لم تستحِ فافعل ما شئت"، بلد وحضارة دمرها بشار وزبانيته من أجل أن يستمر على كرسي الرئاسة فشرَّد شعبه وجعله يعاني من الظلم والقهر. نظام حاكم يدعم من روسيا والصين وإيران ليغطي على جرائمه ويدعم بالسلاح بل بأحدث أنواع الإبادة البشرية الروسية ومنظومة صواريخ متطورة تُهدِّد إسرائيل بضربها بعد شرائها من قبل النظام في سوريا على الرغم من أن إسرائيل تعلم جيدًا أن تلك الصواريخ سوف تقوم بإبادة سوريا وشعبها وإسرائيل لن يمسها بشار بسوء والجولان المحتل لخمسة وأربعين سنة شاهدًا على ذلك.
بشار الأسد يقود حربًا بالوكالة ضد شعبه بإيعاز من روسيا والصين والعراق وحزب الله وإيران التي زجت بحرسها الثوري الإيراني ليقاتل مع شبيحة نظام البعث في "القصير". سوريا تدمرت وهذا ما كانت تسعى إليه إسرائيل التي تعي جيدًا أن سقوط الأسد وعصابته معناه ليس سقوط الجولان فقط، بل وعودة القدس، فالربيع العربي كارثة على إسرائيل وإيران والعراق وحزب الله وغيرها من الأنظمة الديكتاتورية. بشار الأسد وراء كل معاناة لشعب أعزل، ومع ذلك يريد أن يستمر في حكمه ليقتل شعبه ويدمر حضارة بلاده مثلما دمَّر صدام حضارة الرافدين، فهما وجهان لعملة واحدة. فالاثنان متخرجان من مدرسة ميشيل عفلق الذي هو وراء هذين الحزبين المتخلفين (البعث). المضحك أن خليفة صدام في العراق نوري المالكي، عميل إيران، يحارب حزب البعث في العراق، ويرى أنه وراء نكبات العراق، وفي الوقت ذاته يدافع ويقف مع حزب البعث السوري ويمده بالسلاح والبترول وشبيحة مقتدى الصدر، العميل الآخر لإيران. لا نعرف كيف نفسر هذه الازدواجية في التعامل من قبل نوري المالكي. ولكن واقع الحال يقول لنا إن المالكي يأخذ تعليماته من قم وطهران الذين مكّنوه من الحكم على الرغم من هزيمته بالانتخابات العراقية.
في الانتخابات الرئاسية في أي بلد ديمقراطي عندما يتقدم المرشح للرئاسة يُراجَع تاريخه الماضي والحاضر، وعندما يجدون أنه أساء لأحد ولو بكلمة أو فعل، أو انتهك قانون أو نظام، أو عرّض الأمن القومي لبلده للخطر، فإنه يُستبعد فورًا. ولا نعرف ما هي المعايير التي سوف تتبع في حالة بشار الأسد ليُكمل مدة حكمه ويُعاد انتخابه مرة أخرى؟! فقد قتل شعبه ودمَّر حضارة بأكملها من أجل أن يستمر في الحكم؟! عشرات الآلاف تم قتلهم ومثلهم في السجون وملايين مُشرَّدين هنا وهناك، ومع ذلك يريد أن يُعاد انتخابه، مِن مَن؟! ليس من شعبه بالطبع، ولكننا نعلم نتيجة تلك الانتخابات مسبقًا، وهي أربع تسعات نظيفة كما تعوّدنا في انتخابات الدول المتخلّفة. لا نعرف كيف تُفسَّر الديمقراطية لدى هؤلاء؟ ولكن يبدو أنها -وفق حزب البعث- هي الاستبداد والقتل والتدمير والارتماء في أحضان روسيا وإيران وإسرائيل. هذه هي المؤهلات للفوز بمنصب الرئاسة في سوريا والعراق التي تدور في فلك النظام الفارسي الحاقد على العرب في كل مكان، وليس الشعب الذي يفترض أن يختار من يشاء ليحكمه.
لم يُعرَف في التاريخ أن القاتل المجرم يُنتخب رئيسًا إلاّ في سوريا، ولكن "اللي اختشوا ماتوا".