الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الأسد والمليون إرهابي سوري

بشار الأسد والمليون إرهابي سوري

22.03.2015
د. محمد أحمد الزعبي





في خطاب له أمام ثلة من العلماء ( رجال الدين ) والداعيات ، في أوخر شهر أفريل من العام المنصرم ، قال الوريث بشار حافظ الأسد ما نصه حرفيّاً :
" ... إذا انطلقنا من حقيقة واحدة ، بأننا أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين ، السوريين ، أنا لا أتحدث عن أي إرهابي أتى من الخارج ، إرهابيين سوريين ، أبناء هذا المجتمع ، وعندما نتحدث عن عشرات آلاف ، فهذا يعني خلف هؤلاء الإرهابيين هناك حاضنة إجتماعية ( ... ) يعني نحن نتحدث عن مئات الآلاف وربما الملايين ، ولو كان مليون نقول ملايين , قد لايبدو الرقم كبيراً ، ولكن عندما نتحدث على المستوى الوطني ، عن مليون أو أكثر ، أو حتى عن مئات الآلاف ، في مجتمع عدد سكانه 23 مليون ، فهذا يعني أننا أمام حالة فشل أخلاقي ، فشل إجتماعي ، ويعني بالمحصلة فشل على المستوى الوطني ، فمن يتحمله ؟ " .
في هذه الخاطرة سوف نحاول الإجابة على تساؤل بشار ( فمن يتحمل مسؤولية الفشل ؟ ) ، فنقول :
1. بداية لابد من الإشارة ، إننا نجزم وبدون معطيات إحصائة دقيقة ، واعتماداً على معرفتنا الشخصية بنظام عائلة الأسد وبعثها ، أن السيدات والسادة الحضور من العلماء والداعيات ، إنما يتوزعون بين ثلاثة أثلاث : ثلث مرتزق ، وثلث جبان ، وثلث من رجال الأمن . مع احترامنا لما يغطي رؤوس الجميع من الدلالات الدينية .
2. إن من لايستجيب للمطالب المشروعة لـ " فرد واحد " من أبناء الوطن ، لايستحق أن يكون رئيساً للبلد الذي ينتمي إليه هذا الفرد ، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بملايين الناس ( مئات الألوف وحواضنهم الإجتماعية على حد تعبيربشارنفسه ) ، وبمطالبهم التي اعترف هو بعظمة لسانه في خطابه بتاريخ 30.3.2011 ، بمشروعيتها .
3. إن من يصف مئات الألوف ، بله الملايين من أبناء شعبه بالإرهابيين ، إنما هو منطقياً الإرهابي الحقيقي ذلك أن الإرهاب ، وبحسب فهمنا الخاص له، إنما هو " أن تقتل من لايقاتلك " وهو ماينطبق على أكثر من 90% ممن قتلهم بشارالأسد بالرصاص الحي ، و بالبراميل المتفجرة ، وبالصواريخ وبالأسلحة المحرمة دولياً وفي مقدمتها السلاح الكيماوي ، وبالحصار والتجويع ، وتحت التعذيب ، ناهيك عمن تنطبق عليهم عملية القتل البطيئ داخل أقبية السجون . إن من يجلس على يسار ويمين وأمام ( سيادته ! ) من المفروض أنهم يعرفون قوله تعالى ( ... أنه من قتل نفساً بغير نفس، أو فساداً في الأرض ، فكأنما قتل الناس جميعاً ، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً . المائدة 32 ) ، و قوله ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين . البقرة 190 ) . إن هذا يعني أن كلاً من الدين والدنيا ، إنما يشيران إلى بشار الأسد بأصابع الإتهام ، باعتباره الإرهابي الأول في سوريا ، وباعتباره المسؤول الأساسي عن الفشل الأخلاقي والاجتماعي الذي أشار إليه .
4. إن استقدام قوات حسن نصر الله وقاسم سليماني ومن على شاكلتهما ، لإنقاذ النظام الطائفي في سورية ،استلزم بالضرورة بروز "الظاهرة المضادّة " على اعتبار أن ( لكل شيئ أفة من جنسه ) ، والتي باتت تمثل ، لديه ، العصا السحرية ، التي يلوح بها أمام العالم ، ولاسيما الدول الإمبريالية منه ، لكي يساندوه ويحموا نظامه " العلماني ـ الديموقراطي ـ الإشتراكي " باعتباره الحامي الموثوق والقادرعلى حماية مصالهم في الشرق الأوسط . إننا نسأل هنا كل أدعياء الديموقراطية والحداثة ، سواء أكانوا من الموالين لنظام بشار الأسد ، أو كانوا ممن يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم ، نسألهم : كيف يمكن لنظام غارق في الطائفية أن يكون علمانيّاً ، ووالغ في الدكتاتورية أن يكون ديموقراطياً ،ومنغمس حتى أذنيه بالفساد أن يكون اشتراكياً ؟؟.
5. سمعت السيد جون كيري وزير خارجية أوباما يقول ، في مؤتمر جنيف2 ، أن بشار الأسد يعتبر بمثابة المغناطيس الذي جذب ويجذب الإرهابيين إلى سورية ، لقد كان كلام كيري هذا صحيحاً ودقيقاً ويصب في خانة المعارضة ، ولكنه بات يتكلم ، هذه الأيام ، بلغة وبلهجة مختلفة عن سابقتها ، فهل بتنا نحن لانفهم خلفيات تصريحات ومواقف الكبار؟ ، أم أنهم هم باتوا لايفهمون هتافات ومواقف الملايين في دول الربيع العربي ، والتي تبلغ ( بضم التاء) العالم كله ، وبمختلف اللغات أن" الشعب يريد إسقط النظام " ( أي ليس إسقاط الدولة ) .