الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الأسد ورصاصة لم يرها

بشار الأسد ورصاصة لم يرها

23.08.2015
عبد اللطيف الملحم



اليوم السعودية
السبت 22/8/2015
منذ سنوات ورئيس سوريا لا يزال صامدا أمام كل التغيرات والأحداث التي كان الكثير يتوقع أن تسقطه من الحكم. وهناك أسباب كثيرة لعدم سقوطه وقد يكون احد هذه الأسباب هو تواجد عناصر وأياد أجنبية دخلت الساحة من الكثير من الجهات لأسباب مختلفة، سواء أكانت عقائدية أو اقتصادية أو سياسية. ومع الوقت استغرب الكثير من المراقبين كثرة من يتم الحديث عنهم من عائلة الأسد التي تحكم سوريا بمسمى جمهورية، ولكن الكل يعرف معنى كلمة جمهورية في قاموس الحكم في بلاد العرب. وأوضح الصور بهذا الخصوص هي سوريا عندما ورث بشار الأسد الحكم من أبيه حافظ الأسد.
وبغض النظر عن كون هذا شأنا سوريا في طريقة حكم البلاد، لكن بيت القصيد هو أنه ليست فقط دائرة صغيرة تحكم سوريا وتتحكم في مقدراتها بأنها مكونة من عدد قليل من الأشخاص ولكن الدائرة التي تتحكم في سوريا من أقارب أسرة الأسد من الأعمام والأخوال وأبناء العمومة والمقربين من بيت الحكم هي في الحقيقة أكبر وأوسع مما كان يتصوره الكثير.
ورغم أن أسرة الأسد تحكم سوريا منذ عام 1970م كانت إلى حد كبير تعتمد على صلة القرابة للتحكم في سوريا بسبب ضرورة وجود ولاء مطلق من الأقارب والمقربين، إلا أن في أنظمة الحكم الاستبدادية هؤلاء الأقارب والمقربين هم سلاح ذو حدين. فهم أول من يقومون بالخيانة وأول من يقوم بنشر الغسيل. ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا كان النظام السوري يظهر بين الفترة والأخرى حركة سيناريو علاقات عامة للحديث مع العالم الخارجي لتحسين صورته وخاصة قوله إنه لو ذهب فسيحل محله عصابات إرهابية.
وفي كل مرة يقوم نظام يشار الأسد بعملية وحشية ضد شعبه مثل إسقاط براميل البارود إلا أنه يستطيع تجاوز الغضب والاستنكار العالمي. وبمعنى آخر استطاع نظام بشار الأسد الهرب من الكثير من الورطات والمآزق مهما كان حجمها. وفجأة انطلت رصاصة لم يكن يحسب حسابها نظام بشار. وهذه الرصاصة أو الرصاصات أطلقها قريبه سليمان هلال الأسد لتقتل العقيد حسان الشيخ بسبب خلاف مروري. ولهذا فورطة نظام بشار مع هذه الرصاصة هي في الحقيقة أكبر وأعقد من الضغوط الدولية التي تعرض لها. فقد صرحت فاطمة مسعود الاسد وهي والدة القاتل بأنها ستقوم بفضح كل شيء ونشر غسيل الكثير فيما لو تم تصفية ابنها. وأصبح نظام بشار في حيرة من أمره وهو يتعلق بمن بقي من ولاء من شعبه. فلو قام بمسامحة قريبه سليمان الأسد فسيخسر من تبقى من شعبه ممن هم في صفه. وإن قام بالقصاص منه فسيفقد ولاء الدائرة المقربة منه. بل إن التوتر وصل إلى كل الطائفة العلوية. وكل هذا بسبب رصاصة تسببت في قتل العقيد حسان الشيخ لأنه لم يفسح المجال لسيارة سليمان الأسد بالمرور ليغضب وتخرج من رشاشه رصاصة لم يحسب حسابها بشار الأسد.