الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الأسد وعقرب الإرهاب

بشار الأسد وعقرب الإرهاب

08.10.2013
نصوح المجالي


الرأي الاردنية
الاثنين 7/10/2013
نتمنى أن يكون النظام السوري قد استوعب الدرس بأن الارهاب ينقلب على اهله ومستخدميه في النهاية.
لقد ابتليت سوريا في حقبة الستينات بأنظمة قامت بعتمة الانقلابات العسكرية والصراعات الحزبية اذ كان الرفاق يتربصون ببعضهم, ويتولى الحكم من سبق بتصفية رفاقه وخصومه, وتبقى هوية النظام ملتبسة وراء الشعارات القومية والثورية. ونظام الاسد جزء من مخلفات تلك الحقبة, عندما استأثر ضُباط من طائفة واحدة بالحكم, واداروا البلاد بأجهزة بوليسية وامنية صارمة, كان القمع والارهاب من اهم أدواتها.
لا شيء يكشف الوجه الباطني لهذه الانظمة كالازمات الداخلية فهذه الانظمة تمارس اشد انواع ارهاب الدولة ضد معارضيها ومواطنيها ولا تقيم وزناً لرأي عام أو حقوق مواطنة او حقوق انسانية, فتعميم الخوف يغلب على علاقة هذه الأنظمة بشعوبها, فالنظام والرئيس اهم من الشعب والفساد قانون سائد وليس استثناء, وارهاب النظام تجاوز ارض سوريا وشعبها الى دول الجوار وقد تفوق نظام الاسد في تحويل الارهاب وتنظيماته المتعاونة معه الى أوراق سياسية يهدد بها من حوله ويستخدمها لمد نفوذه في المنطقة, لكنه ايضاً كان ينقلب على هذه التنظيمات ويدينها ويطاردها عندما تخرج عن طاعته.
منذ الستينات قُتل اكثر من رئيس وزراء عربي بارهاب اجهزة الامن السورية وعملائهم, ولم تسلم دولة في الجوار من اعمال الارهاب وتسلل التنظيمات التي تعمل باشراف النظام السوري من الساحة السورية وكان للاردن نصيبه من اعمال الارهاب والتهديد في الستينات والسبعينات.
الا انه كان للبنان النصيب الأكبر من الاختراق والعبث السياسي والأمني بشؤونه، وارهاب قواه الوطنية، اذ ألحق النظام السوري دولة لبنان على مدى ثلاثة عقود بضابط من الاستخبارات السورية، وفي ذات الوقت تبنى النظام السوري وسلّح ميليشيات حزب الله الطائفية التي تدين بالولاء له ولايران مما جعل هذا الحزب وميليشياته يُحكم السيطرة على الدولة اللبنانية وشعبها.
وعندما اضطر النظام السوري للخروج من لبنان تحت وقع ثورة شعبية وضغط دولي، ترك النظام السوري لبنان منقسماً طائفياً وسياسياً وارادته مصادرة من أتباع ايران من حزب الله.
كما استخدم نظام الاسد، حزب العمال الكردي وزعيمه اوجلان ايضاً ورقة ضغط سياسية وارهابية ضد تركيا، ولم يخرج اوجلان وانصاره من سوريا إلا بعد ان أصبحت المواجهة العسكرية وشيكة بين سوريا وتركيا في نهاية عهد حافظ الاسد.
كان اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، ذروة الارهاب السوري في لبنان وتبع ذلك موجة اغتيالات وتفجيرات ارهابية نفذها انصار النظام السوري اثر خروج الجيش السوري من لبنان ما زالت آثارها توتر الأجواء في لبنان، ومن قبل اغتال النظام كمال جنبلاط الزعيم اللبناني، وسليم اللوزي وآخرين غيرهم ممن عارضوا السيطرة السورية على لبنان.
اما العراق، فقد سمح النظام السوري لزمر الارهابيين من التنظيمات الدينية المتطرفة، التي تبناها بالتسلل الى العراق بعد احتلاله أملاً بالتخلص منهم في نار الحرب الاهلية في العراق وارباك العراق لكن هذه القوى ارتدت لتعمل ضد النظام السوري، تقاتل النظام من جهة وتربك الثورة السورية من جهة اخرى.
ارهاب الدولة في المشرق العربي، بضاعة لم يتفوق على اسرائيل فيها سوى النظام السوري، وخاصة الوحشية المفرطة في تدمير ممتلكات الشعب السوري ومقدراته ومقومات المجتمع السوري ومدنه وأريافه ليحافظ النظام على سلطته وسلطة رئيسه على ركام المدن السورية وتشريد الشعب السوري وقتل عشرات الالاف وتشريد الملايين من السوريين.
لم يدان أي نظام عربي بالارهاب كما ادين النظام السوري دولياً فالارهاب الذي رعاه في لبنان خدمة لايران ارتد على شكل ميليشيات مسلحة لحزب الله تحارب وتقتل الشعب السوري خدمة للنظام.
وصف بشار الاسد الارهاب بالعقرب الذي اذا وضعته في جيبك ارتد عليك ولدغك, وهو تماماً ما فعله النظام السوري اذ ارتد ليلدغ شعبه بعد ان لدغ الرفاق والخصوم والجيران على حد سواء وها هو الظلم والاستبداد الذي مارسه النظام على الشعب السوري على مدى اربعة عقود يرتد عليه بثورة شعبية عارمة ضد حكمه.
صدق بشار الاسد هذه المرة ، فالارهاب في النهاية يرتد على صانعيه ومستخدميه, ويقصّر آجالهم مهما طال اعتمادهم عليه.