الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الأسد في مواجهة أيمن الظواهري

بشار الأسد في مواجهة أيمن الظواهري

14.11.2013
د.مطلق سعود المطيري


الرياض
الاربعاء 13/11/2013
    لا انتصار على الظلم إلا بظلم مثله، بهذا الاتجاه دفع نظام بشار الاسد جميع الاطراف الدولية والاقليمية التي تريد مساعدة الشعب السوري لكي يكون التدخل الخارجي إما لدعمه على البقاء في الحكم، أو مساندة الارهاب، فلا خيار لإنقاذ الشعب السوري من الموت إلا بالموت، سياسة النهايات المدمرة.
فالأوامر التي اصدرها زعيم القاعدة ايمن الظواهري لجماعة داعش كحاكم للتنظيم المسلح في العراق وسورية تعطي المتابع للقضية السورية صورة لحجم الشر الذي يلقى على رأس الشعب السوري، فقدره محكوم بتعليمات الظواهري وسياسة نظام الاسد..
ووسط هذا الارتباك الدموي أصبحت القوى الدولية تتحدث من بعيد وبعيد جدا، فمؤتمر جنيف صاحب الشهرة العالمية لجمع الاطراف المتقاتلة في سورية لن يكون فيه صوت معتدل واحد يطلب الخلاص الانساني للشعب السوري، فقد نجح النظام السوري بأن يجعل المطالبة بإبعاده تعني شيئا واحدا فقط " انتصار الإرهاب ونجاح تعليمات ايمن الظواهري " فلا نهاية للأزمة السورية إلا بنهاية سورية"، وهو ثمن لا يمكن أن يراهن عليه أحد حتى الشيطان نفسه، ومشهد لا يمكن أن تتخيله إلا بعذابات جهنم السرمدية..
فنظام الاسد تعلم من درس استخدامه للسلاح الكيماوي بأن المجتمع الدولي لا حيلة في يده يقدمها سوى المقترحات السياسية، فبعد ان تجاوز خطر الضربة العسكرية أصبح في مأمن تام، وجعل العالم يتابع تصريحات ايمن الظواهري الذي يتحدث من أن لا مكان، وأن لا عقل، وأن لا ضمير، بل شر في مواجهة شر، والميزان العادل للحكم على هذا الوضع هو اختيار أقل الشرين ضررا، وقليل التفاؤل الواقعي سيقول : لابديل عن بشار الاسد إلا بشار الاسد ذاته، حالة انسداد خانقة، على الارض تتحرك شياطين حزب الله وطهران وبشار بدون أن تتهم بالارهاب، وبركات الشيخ الظواهري تبعد عنهم هذا الوصف، لعب بالمواقف والارواح والحياة، وكذب مصدق، قدم للقوى المتخاذلة الحجة للابتعاد عن مساعدة الشعب السوري.
الحل في ورقة سورية وضعت في ملف المحادثات السرية والمعلنة بين طهران وواشنطن، ففي تلك الورقة لا يصح ان تتهم القاعدة فقط بالارهاب، ولا يوجد أثر لحزب الله وكيماوي النظام والحرس الثوري لحكومة روحاني صاحبة القلب اللطيف الذي يتسابق على وده عشاق أناقة الكلام في العالم، التسويات حق مشروع للأطراف الراغبة فيها، بشرط أن لا تكتب تسوياتهم على رقاب الشعب السوري، فمنتهى الذل والاحتقار للإنسان العربي أن تعمل واشنطن على تأمين سلامة المواطن الإسرائيلي من سلاح ايران النووي المحتمل، وتترك شيطان البعث يستخدمه ضد الشعب السوري بدون عقاب، وهذه قضية بدهية ليس المقصود الاحتجاج عليها، ولكن للتذكير فقط.
فالقاعدة شر والتقارب الايراني - الامريكي شر، ونظام بشار شر، والوضع في سورية أصبح منقسما بين القاعدة وبشار الأسد، من هذا الواقع الذي قدمه النظام السوري وتفهمته واشنطن نسأل لماذا لا يدعى أيمن الظواهري لمؤتمر جنيف حتى يستسيغ العقل جدية دعاة الحل السياسي، أو هو حل سياسي بلا عقل!!