الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار الكيمياوي و نفاق المجتمع الدولي ؟

بشار الكيمياوي و نفاق المجتمع الدولي ؟

26.08.2013
داود البصري

الشرق القطرية
الاثنين 26/8/2013
(أم الجرائم) الجديدة لنظام بشار أسد الإرهابي والمتمثلة في هولوكوست غوطة دمشق الكيمياوية الجديدة والذي كان بمثابة هدية فاشية أسدية للأمم المتحدة وللولايات المتحدة ولإدارة أوباما المترددة والعاجزة والشهيرة بل الخبيرة في لحس وابتلاع لسانها وكل تعهداتها السابقة والكلامية حول الخطوط الحمراء والصفراء وحول ضرورة تنحي النظام بالأقوال لا بالأفعال، فجريمة الغوطتين الشرقية والغربية رغم بشاعتها المفرطة وإرهابها المفجع ليست جديدة كما أنها وهذه هي الكارثة لم تحرك شعرة في جسد المجتمع الدولي والقوى الكبرى خصوصا المتفرجة على المأساة والعالكة والماضغة لشعارات حقوق الإنسان الجوفاء التي لا تسمن أو تغني من جوع في مهرجانات الشجب والإدانة والاستنكار السقيم، العالم بأسره يتفرج ببلاهة على المأساة الشعبية السورية، والنظام المجرم الذي استعان بكل شياطين الإرهاب والطائفية والسفالة والحقارة بدءا من مافيا الروسية مرورا بنظام الإرهاب والجريمة الإيراني وتواصلا مع العصابات الطائفية والشبيحة اللبنانية والعراقية في عروض قتل شعبه بالمجان ماض في طريق جرائمه مطمئنا لسلامة ظهره ولهروبه من أية مساءلة دولية، ومصمما على محاولات تحطيم وإجهاض الثورة السورية أو على الأقل إفراغها من محتواها الإنساني وتشويه قيمها عبر ارتكاب مجازر طائفية يلقي مسؤوليتها على قوى المعارضة السورية الحرة ليتنصل هو من المسؤولية المباشرة ويلقي بقذاراته على الآخرين، لقد تعمدت سوريا الحرة بالدم وأضحى واضحا بأن الخيار الشمشوني الانتحاري هو الحصيلة النهائية والبرنامج الحقيقي للنظام المجرم، فإما الأسد أو تخريب البلد كما لوح الشبيحة بذلك، كما أن النظام وهو يقاتل بيأس مطلق لم يعد يتورع عن استعمال كافة الوسائل لتحقيق أغراضه، فهذا النظام طيلة عقود تسلطه الإجرامي الطويلة لا يعرف الحدود ولا السدود ولا الموانع أو المحاذير، فهو صاحب خبرة تاريخية وعريقة في تدمير المدن والحواضر وإبادة الناس كما فعل عام 1982 في مدينة حماة في مجزرتها الشهيرة والتي تمت تغطيتها حينذاك بسبب مناخ وأجواء الحرب الباردة في العالم وكذلك كونها تمت تحت أزيز وهدير طائرات ومدافع الحرب العراقية/ الإيرانية التي كانت محتدمة وفي ظل شعارات إيرانية كانت تنادي بتغيير الأنظمة والخرائط في المنطقة، ثم جاء الغزو الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت واحتلالها ليعطي على كل مشاهد القتل والتقتيل والإبادة في الشام، بعد ذلك جرت مياه ودماء عديدة تحت كل الجسور، وأستمر أحرار الشام ينتظرون الفرصة السانحة ويهيئون مستلزمات الثورة وأدواتها حتى اشتعلت شرارتها في الخامس عشر من مارس/ 2011 لتتحول لواحدة من أعظم وأروع ثورات شعوب الشرق القديم عطاء وتضحية وشهادة وفي ظل عصر كوني مختلف وأجواء تنادي بالتغيير والحرية وكنس الأنظمة الفاشية، إلا أن الطبيعة المخاتلة للنظام السوري وارتباطاته الخارجية وطبيعة تحالفاته وتفاهماته السرية مع العديد من القوى الدولية قد رسمت له مساحات أمان وتحايل ومخاتلة وفرت له غطاءا خفيا للتحرك وإدارة أوراق الصراع والتلاعب بملفات وقضايا حساسة بشكل مشبوه، ومن ثم التمكن من التهرب من نتائج وعواقب مخازي وجرائم إنسانية كبرى اقترفت بدم بارد وبإصرار سلطوي إرهابي يتسم بالسادية المطلقة، الغريب كل الغرابة إن مواقف الغرب من النظام السوري تتسم بالضبابية وعدم الحسم والتهرب الواضح من تعريض النظام لأية عقوبات حقيقية من شأنها إسقاط النظام، فتارة يتحدثون عن تسليح المعارضة تسليحا نوعيا، ثم فجأة تتغير المواقف وتظهر تبريرات عقيمة ومبالغ في مصداقيتها عن خطر تسلح الجماعات الأصولية كما يزعمون ويروجون ويشيعون وبهدف الإطالة في أمد وعمر النظام الذي يقدم خدمات جليلة للغرب في موضوعة الأمن الإسرائيلية في جبهة الجولان وبما يجعل من تعهدات الغرب بإسقاط النظام مجرد عمليات خداع وفبركة ولعب على عامل الزمن واستنزاف فظيع لقوى المعارضة السورية التي تقاتل سياسيا وميدانيا في أصعب ظروف ممكن أن يتخيلها بشر، النظام يطلق أيادي عصاباته في القتل واستعمال مختلف الأسلحة دون حسيب ولا رقيب متكئا على دعم إقليمي تقوده إيران وحلفاؤها وأخر دولي متردد يغض النظر عن الجرائم الشنيعة ولا يوجه ضربات حقيقية لقواعد النظام العسكرية والأمنية وبما يساعد قوى المعارضة على استكمال المهمة، لقد ارتكب بشار من جرائم الحرب أضعاف أضعاف ما نسب للنظام العراقي السابق، ولكن تأملوا في كيفية رد المجتمع الدولي المنافق على نظامي البعث البائد أو الذي يحتضر في الشام اليوم!، ويبدو واضحا بأن الضمير الدولي والإنساني في إجازة مفتوحة وهو ما يدفع نظام بشار لمزيد من التركيز و(الإبداع) في عمليات الإبادة البشرية.. فتبا وسحقا للقوم المجرمين ومن تواطأ معهم وغطى فضائحهم.!