الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار بديل بشار

بشار بديل بشار

25.08.2015
د. مطلق سعود المطيري



الرياض
الاثنين 24/8/2015
الحديث عن الحل السياسي للأزمة السورية يعني شيئا واحدا فقط هو تثبيت الرؤية الروسية والإيرانية التي تعني التمسك ببشار الأسد ونظامة كخيار سياسي استثنائي يتيم تتجاوز به مرحلة الدم والتفجيرات إلى التفاوض والحوار، أما غير ذلك من الاجتهادات السياسية التي تبتعد عن رؤية تلك الدولتين فلن تتوصل لشيء مقبول أو ممكن..
واقعية التعامل مع الأزمة السورية واقعية غير عادلة ولا إنسانية، فبشار الأسد بسبب قوة تحالفاته السياسية (روسيا، إيران، حزب الله، داعش) أصبح وجوده أهم بكثير من وجود سورية وشعبها، وسورية وشعبها تدفع الثمن غاليا بسبب ضعف تحالفاتها، في هذا الوقت لا مجال لعقد المقارنات والتقييمات، فجميعها تؤدي لنتيجة واحدة، وهي أن نظام بشار باق في الحكم ويملك القوة للسيطرة على الدولة كمؤسسات تنتج أسباب وجودها داخليا وخارجيا، وغير هذا النظام هم إما جماعات إرهابية، أو مقاومة وطنية لا تملك خيارات سياسية أو عسكرية تستطيع بها أن تنقل الوضع في سورية من مرحلة العنف والقتل إلى مرحلة السلام والاستقرار.
لذا فإن أي استجابة للحل السياسي يعني استجابة للرؤية الروسية التي تقر حماية بشار، فهل هذا يعني أن المطلوب ترجيح الحل العسكري لكسب القضية لصالح الشعب السوري، المطلوب حلا إنسانيا وعسكريا، فيجب أن يكون هناك مؤتمر عاجل للدول الإسلامية تحضره باكستان وتركيا وإيران إضافة للدول العربية، تكون أجندة إنسانية تحدد به أماكن آمنة للشعب السوري تفصلهم عن النظام والجماعات الإرهابية، وأن تحمى تلك الأماكن بقوة عسكرية إسلامية، وعند تثبيت الحل الإنساني، تضع الدول الإسلامية خطتها لمحاربة الجماعات الإرهابية على الأرض، فدولة مثل باكستان لديها الخبرة العسكرية والاستخباراتية لوضع خطة ناجحة لمحاربة الجماعات الإرهابية، الابتعاد عن الأرض عسكريا سوف يجعل الحل السياسي مستحيلا، إلا وفق الرؤية الروسية..
فمن خلال المعطيات على الأرض يمكن القول إن الحل ليس قريبا إلا إذا تعجلت طهران وروسيا الحل من أجل بعض المكاسب الاستثمارية التي حصلا عليها مؤخرا، وهنا لا يكون الحل سياسيا بل كارثيا كتدبير عملية اغتيال لبشار الأسد بعد تجهيز البديل المقبول إيرانيا وروسيا، فيتم التخلص من بشار مع الاحتفاظ بنظامه الحليف لتلك الدولتين، سورية الحليف لتلك الدولتين مستحيل تغييرها لصالح قوى غير تلك الدولتين، وكذلك ثمن تغيير تحالفاتها معقد وعالي الكلفة ولن يكون إلا بترجيح الحل العسكري على باقي الخيارات، والحل العسكري الذي يأتي وفق قرار دولي أو إقليمي في الوقت الحاضر مستبعد تماما، فلا مجال أمام المعنيين بحل الأزمة السورية إلا السماع لموسكو والاعتراض على ما يسمعونه منها، وكذا تدور السياسات والدماء والتفجيرات.