الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار للشعب: اني خيرتك فاختر

بشار للشعب: اني خيرتك فاختر

30.01.2014
د.صالح الدباني


القدس العربي
الاربعاء 29/1/2014
يحكي التاريخ قصصا للعظماء لانجازاتهم كما انه يحكي كذلك قصص مجازر وانتهاكات الفاشيين ضد شعوبهم، ولم يكن بشار الاسد إلا رمزاً للفاشية الحديثة بعد ان قال لشعبه اني خيرتك فاختر ما بين الموت ببراميل حارقة او جوع وتعذيب حتى الموت، ان بشار حمل من الجينات الوراثية ما يمكنه من مواصلة ما فعله سلفه، بحور من دماء الشهداء يسبح فيها بشار الاسد فاشي العصر واهرامات من جماجم الشعب يجلس عليها بكرسي الحكم.
يعتبر طاغية سوريا ان تقديم الالاف من القرابين من الشعب السوري تحت مسميات عدة سيجعل منه حليفاً مقرباً من ابائه الروحيين من الفرس وحلفائه المقربين من الروس حتى يستمر دعمهم له في البقاء على هرم السلطة مدة اطول وما ظهر مؤخراً من صور مرعبة لاحوال مئات الالاف من السجناء السوريين في سجون النظام الفاشي في دمشق إلا جزءا بسيطا من هرم الجليد، خمسون الف صورة سربت بالتزامن مع اصدار تلك الصور من قبل المؤسسات الاعلامية العالمية ذات المصداقية العالية مثل مؤسسة بلاك المتخصصة في البحث عن حقائق الاحداث، نيويورك تايمز، ‘ديلي تلغراف’ البريطانية، وواشنطن بوست بالاضافة إلى س ان ان، عرى ادعاءات النظام الفاشي وحلفائه عما يدعون من احترام حقوق الانسان. كل هؤلاء الذين يعذبون سوريون ولدوا على ارض سوريا فبأي حقِ يعذبون ويموتون في كل يوم الف مرة قبل ان يموتوا موتتهم الاخيرة، يقول البعض كم كان سجن ابوغريب في العراق معزة ورفاهية مقارنةً بسجون الاسد الجهنمية، فمن سجن من الشعب السوري يبدأ اهله بتقبل العزاء من اليوم الثاني ليقينهم التام أنهم لن يروه بعد سجنه ابدا، ولمعرفتهم الحقة أن الطرق إلى سجون الاسد ذو اتجاه واحد فمن أجبر على سلكها لن يرى الشمس بعد الدخول.
تلك بديهيات يعرفها الشعب السوري اكثر من غيره وليس بوسعنا الخوض في وصف وتوصيف الصور المفجعة التي سرب اقل من القليل منها، فهي فوق الوصف لم يرتكب مثلها هتلر في عهده، ولا الجنود الحمر في كمبوديا، لايوجد شيء يوحي ان شخصا ما في هذا الكون ارتكب مثل تلك الجرائم ضد شعبه تحت اي ظرف او مسمى، ان الله قد اكرم الانسان في حياته وحرم قتله إلا بالحق، فمال بشار ونظامه يقتلون شعبا بأكمله امام اعين العالم الحر الداعي إلى احترام حقوق الانسان في العيش الكريم، ماذا بعد اليوم؟
الشعب السوري اليوم يعيش بين الموت السريع والموت البطيء آلاف من الشعب السوري قد ماتوا تجويعاً، أو خنقاً، أو ضرباً، أو تعذيباً بصعق الكهرباء في زنازين المخابرات العسكرية وحدها، وليس سواها من عشرات فروع أجهزة بشار الأسد الأمنية. إن الخنق، والضرب، والتعريض للكهرباء، والتجويع حتى الموت، وسواها من اساليب التعذيب التي تعرض ويتعرض لها المعتقلون؛ لا تخطر على بال بشر وتلين لها الحجر ويقشعر لها البدن، ان ما ظهر من عدد يقارب الـ 11000 ضحية اليوم، وقبلها 1400 في الغوطتين، بما في ذلك النساء والأطفال لايعد إلا رأس الهرم من فظائع النظام المبرمجة التي يعيش في عالم الجنون والخبال تحت شعار اقبل بي او تقتل.
ان ايدي الاخطبوط الملطخة بدماء الشعب السوري التي تقتل العشرات منه يومياً بالبراميل الحارقة وتذبح اضعافهم في سجونها تحت الارض عبر اساليب الموت البطيئة لابد لها ان تضمر وتقل وتجف منابع تمويلها حتى يضمد الشعب السوري جراحه ويتنفس هواء الحرية كغيره من شعوب العالم وبعيداً عن هذا النظام حتى ينسى مآسيه.
أمريكا