الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بشار "ميلوزفيتش" العرب

بشار "ميلوزفيتش" العرب

26.06.2013
صالح إبراهيم الطريقي

عكاظ
الاربعاء 26-6-2013
لا تختلف سياسة الرئيس السوري «بشار الأسد» عن رئيس «حزب صربيا الاشتراكي وصربيا ويوغسلافيا الدولة سلوبودان ميلوزفيتش» الذي انتهى به المطاف إلى المحكمة الجنائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
«فميلوزفيتش» وبعد أن سقط الاتحاد السوفيتي، وسقوط كل الدول الشيوعية التي كان يحكمها الحزب الأوحد «الحزب الشيوعي» ، بحثت كرواتيا والبوسنة والهرسك عن خلاصهما من هكذا حزب، وأعلنت كرواتيا استقلالها فاشتبك معها الصرب، قبل أن يشتبك مع البوسنة والهرسك الذي لم يجعلها حربا ضد تمزق الدولة، بل جعلها حربا دينية لعله ينتصر في هذه الحرب، فتشارك مع كرواتيا في الحرب الدينية التي لا دخل لها بالمصالح الاقتصادية والجغرافيا.
وهذا ما فعله «ميلوزفيتش العرب بشار الأسد» الذي حاول جاهدا إخفاء قضية «طلائع شعب» لم يعد يحتمل كل هذا الطغيان من «حزب البعث» الذي احتكر الثـروة والسلطة ومارس طغيانه، فخرج بمظاهرة سلمية يطالب بـ «عيش حرية وعدالة اجتماعية» فأضحى يعاني من حرب عقدية مذهبية بين السنة والشيعة والعلويين، مع أن المظاهرة لم تطرح العقيدة والمذهب في مطالبها.
وللأسف استطاع أو نجح «ميلوزفيتش العرب بشار» لحد الآن على الأقل، أن يغيب تلك المظاهرة السلمية لطلائع شعب يطالبون بالعدالة، إلى حرب أهلية عقدية ولم يعد أحد يفكر بأهداف المظاهرة السلمية، بل بقتل الآخر الذي تم شيطنته رغم أنه مواطن.
الخطورة إن استمر «ميلوزفيتش العرب» يفعل هذا بالشعب السوري، إذ إن هكذا حروب تلقائيا ستنتقل لاتجاهات أخرى لتحرق الجميع، كما كان يحدث ــ ومازال ــ في الهند وبنغلادش وباكستان، فحين يقتل «هندوسي أو مسلم» بسبب خلاف لا دخل له بالدين في دولة ما، تجد المسلمين أو الهندوسيين في دولة أخرى مهددة حياتهم، دون ذنب أو خطيئة أو جريمة ارتكبوها سوى أنهم يؤمنون بمعتقد ما.
وهكذا هي الحروب العقدية حين تشتعل يصبح القتل على الهوية والعقيدة والمذهب كما حدث في لبنان والعراق.
وهذا ما نجح فيه «ميلوزفيتش العرب بشار» ، إذ أخفى قضية «المطالبات العادلة» ليجعلها صراعا طائفيا..
الفارق الوحيد بين «ميلوزفيتش صربيا» و «وميلوزفيتش العرب» ، أن الأول كانت قضيته نبيلة ــ توحيد يوغسلافيا ــ ارتكب بسببها جرائم حرب، فيما «بشار» لم يكن لديه قضية نبيلة فكل همه البقاء في السلطة وإن مات شعب سوريا.
بشار «ميلوزفيتش» العرب
صالح إبراهيم الطريقي
عكاظ
الاربعاء 26-6-2013
لا تختلف سياسة الرئيس السوري «بشار الأسد» عن رئيس «حزب صربيا الاشتراكي وصربيا ويوغسلافيا الدولة سلوبودان ميلوزفيتش» الذي انتهى به المطاف إلى المحكمة الجنائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
«فميلوزفيتش» وبعد أن سقط الاتحاد السوفيتي، وسقوط كل الدول الشيوعية التي كان يحكمها الحزب الأوحد «الحزب الشيوعي» ، بحثت كرواتيا والبوسنة والهرسك عن خلاصهما من هكذا حزب، وأعلنت كرواتيا استقلالها فاشتبك معها الصرب، قبل أن يشتبك مع البوسنة والهرسك الذي لم يجعلها حربا ضد تمزق الدولة، بل جعلها حربا دينية لعله ينتصر في هذه الحرب، فتشارك مع كرواتيا في الحرب الدينية التي لا دخل لها بالمصالح الاقتصادية والجغرافيا.
وهذا ما فعله «ميلوزفيتش العرب بشار الأسد» الذي حاول جاهدا إخفاء قضية «طلائع شعب» لم يعد يحتمل كل هذا الطغيان من «حزب البعث» الذي احتكر الثـروة والسلطة ومارس طغيانه، فخرج بمظاهرة سلمية يطالب بـ «عيش حرية وعدالة اجتماعية» فأضحى يعاني من حرب عقدية مذهبية بين السنة والشيعة والعلويين، مع أن المظاهرة لم تطرح العقيدة والمذهب في مطالبها.
وللأسف استطاع أو نجح «ميلوزفيتش العرب بشار» لحد الآن على الأقل، أن يغيب تلك المظاهرة السلمية لطلائع شعب يطالبون بالعدالة، إلى حرب أهلية عقدية ولم يعد أحد يفكر بأهداف المظاهرة السلمية، بل بقتل الآخر الذي تم شيطنته رغم أنه مواطن.
الخطورة إن استمر «ميلوزفيتش العرب» يفعل هذا بالشعب السوري، إذ إن هكذا حروب تلقائيا ستنتقل لاتجاهات أخرى لتحرق الجميع، كما كان يحدث ــ ومازال ــ في الهند وبنغلادش وباكستان، فحين يقتل «هندوسي أو مسلم» بسبب خلاف لا دخل له بالدين في دولة ما، تجد المسلمين أو الهندوسيين في دولة أخرى مهددة حياتهم، دون ذنب أو خطيئة أو جريمة ارتكبوها سوى أنهم يؤمنون بمعتقد ما.
وهكذا هي الحروب العقدية حين تشتعل يصبح القتل على الهوية والعقيدة والمذهب كما حدث في لبنان والعراق.
وهذا ما نجح فيه «ميلوزفيتش العرب بشار» ، إذ أخفى قضية «المطالبات العادلة» ليجعلها صراعا طائفيا..
الفارق الوحيد بين «ميلوزفيتش صربيا» و «وميلوزفيتش العرب» ، أن الأول كانت قضيته نبيلة ــ توحيد يوغسلافيا ــ ارتكب بسببها جرائم حرب، فيما «بشار» لم يكن لديه قضية نبيلة فكل همه البقاء في السلطة وإن مات شعب سوريا.