الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "بشّار سيحتفظ بدمشق لأنها مصدر شرعيته"!

"بشّار سيحتفظ بدمشق لأنها مصدر شرعيته"!

20.07.2013
سركيس نعوم

النهار
السبت 20/7/2013
بدأ اللقاء مع المسؤول الفرنسي الرفيع في باريس التي مكثت فيها أياماً في أثناء عودتي إلى لبنان من واشنطن بحديث عن "الشيخ أحمد الأسير ومواقفه التصعيدية والدعوة إلى المشاركة في الحرب داخل سوريا إلى جانب المجاهدين"، وبإثارة "الفتاوى الكثيرة التي أصدرها رجال دين متشددون تدعو إلى الجهاد في سوريا، وخصوصاً في دول المغرب العربي". ثم سأل: "من يُموِّل الأسير". أجبته بقصة عن الأسير أخبرني إياها مسؤول رفيع في فريق "إسلامي" مفادها أن الأسير بدأ حياته في "الجماعة الإسلامية". ثم اختلف معها لأسباب خاصة فتركها. بعد ذلك ظهر إماماً لمسجد بلال بن رباح وبدأ حركته السياسية – الدعوية. في هذه الفترة غاب وشوهد في السعودية يؤدي مناسك العمرة. وبعد ذلك شوهد في الرياض. فظن كثيرون أن للسعودية دوراً في حركته. لكن بعد ذلك وفي الرحلة نفسها ظهر في قطر. ويقال الآن أن الأخيرة تدعمه وتمدُّه بكل ما يحتاج إليه. بعد ذلك سأل عن الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل"، فأجبت ان الإسلاميين ينافسونه ويأكلون من رصيده السني العام المعتدل. واستبعدت أن يكون بعض تمويلهم منه وخصوصاً بعدما أصبح خارج الحكم. ذلك أنه لما كان في السلطة وكانت الأيام معه كان يدعم الجميع. أما الآن فإنه لم يعد قادراً على ذلك وربما لم يعد راغباً فيه. انتقل البحث بعد ذلك إلى سوريا وأزمتها وسياسة أميركا حيالها فقلتُ: لا سياسة سورية نهائية لأميركا. وهي ترفض التدخل العسكري المباشر في أزمتها إلا إذا فرض ذلك إستعمال النظام السوري الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، أو إذا انتقلت هذه الأسلحة الى أيدي المتطرفين التكفيريين السنّة أو إلى "حزب الله". علّق: "هناك من 10 إلى 50 ألف جندي جاهزون للتحرك من أجل الأسلحة المذكورة. هناك 16 مركز تخزين للأسلحة الكيماوية في سوريا. إسرائيل أعربت أيضاً عن قلقها وعن استعدادها للتدخل، وخصوصاً إذا وقعت الأسلحة في أيدي "الحزب" أو إذا أعطيت له". علّقتُ: لا يُسمح لإسرائيل بالتدخل المباشر لاعتبارات معروفة إلا إذا صارت الأسلحة مع "الحزب". لكنها لن تُعطى له في رأيي. نظام الأسد في حاجة إليها سواء نجح في الإحتفاظ بدمشق أو اضطر إلى الإنكفاء إلى مربعه الفئوي بعد توسيعه. ردّ: "في اعتقادي أن بشار سيحتفظ بدمشق أو يصرُّ على الاحتفاظ بها لأنها مركز نظامه ومصدر شرعيته. إذا تخلى عنها يسقط النظام ويفقد شرعيته". علّقتُ: سيحاول الإحتفاظ بها طبعاً. ومعركة دمشق لن تكون سهلة ولا قصيرة كما يظن الثوار. وهي قد تكون معارك كثيرة تستمر وقتاً طويلاً جداً. لكنها في النهاية ستسقط. السؤال هل يستطيع الأسد أخذ الأسلحة الكيماوية معه إلى مربَّعه؟ وأنا لا أعرف جواباً عن هذا السؤال. ردّ: "المهم أن لا يصل هذا السلاح إلى الثوار".
قلتُ: السلاح الكيماوي هو سلاح الفقراء. ويمكنهم صنعه من مواد تستعمل في وجهات مدنية أو زراعية. خذ ما جرى في بوسطن مثلاً. "طنجرة" حوّلها إرهابيون قنبلة قاتلة. علّق: "ان انسحاب الأسد إلى المربَّع الفئوي لا بد من أن يعرّض أمن الأقليات وسلامتها للخطر، مثل العلويين والمسيحيين وربما إلى الإبادة". رددت: هذا احتمال. ذلك أن الحرب في سوريا صارت مذهبية. لكن بمجرد الإنكفاء إلى "المربع" ستتغير طبيعة الصراع. أي أن المجتمع الدولي قد يمنع الأكثرية التي ساندها في سوريا من الهجوم على مربع الأقلية أو الأقليات تلافياً لارتكاب مجازر في حقها أو ربما إبادة. علّق: "غريب. عاش لبنان حرباً أو حروباً استمرت 15 سنة ولم يحصل تدخّل عسكري دولي لوقفها". رددت: حصل تدخّل عسكري دولي. لكنه كان بعباءة أو بهوية عربية ومباركة غربية – دولية. هل نسيت التصريحات الأميركية عن الدور السوري البناء في لبنان سواء قبل إنتهاء حروبه عام 1990 أو بعد انتهائها؟ على كل في أميركا كما في فرنسا لا تزال هناك رغبة في تسوية سياسية متفاوض عليها للحرب السورية بين النظام والمعارضة. قال: "إن المعارضة ترفض التفاوض مع النظام على الأقل حتى الآن. وتصر على رحيل بشار الأسد وكل من كان متورطاً معه في القمع والدم من أبناء النظام". بعد ذلك انتقل الحديث الى "جبهة النصرة" السورية والإسلاميين الثوار وأعدادهم فقال: "تضم "النصرة" خمسة إلى عشرة آلاف مقاتل، و"الجيش السوري الحر" نحو عشرين الفاً". بماذا علَّقت؟