الرئيسة \  مشاركات  \  بعد عاصفة الصحراء هل بدأت عاصفة التغيير

بعد عاصفة الصحراء هل بدأت عاصفة التغيير

07.09.2014
جان عبد الله



كانت حرب الخليج والتى سميت بعاصفة الصحراء عدوانا صريحا على سيادة العراق ووحدة أرضه وشعبه وتفكيكا لجيشه البطل الذى بقى أكثر من عقدين سدا منيعا فى وجه المطامع الأيرانية و بداية تنفيذ مخطط تفتيت الشرق الأوسط ظهرت آثارها فى عدد من البلدان العربية حيث تشكلت غداتها حكومات جديدة فى العراق والجزائر وا لأردن وكان من افرازاتها أيضا ظهور موجات أصولية سجلت انتصارات عن طريق الأنتخابات الشعبية حيث قفز الأصوليون فى الأردن للمطالبة بالمشاركة فى السلطة وفى الجزائر كانوا أكثر تمردا وطموحا
ورغم هدوء مرحلة ما بعد الحرب الا أن مجتمعاتنا أصبحت تتحدث بلغة مذهبية وتقسم المجتمع الى شيعى وسنى أو طائفية بين مسلم ومسيحى حتى أن الجيل الجديد بدا أكثر طائفية من الأجيال التى سبقته فى الحروب التى نشبت فى لبنان وغيره من البلدان العربية لتفشل وتفرز نظاما جديدا أقل طائفية وأكثر وطنية وأكثر وعيا لعبثية المشروع الطائفى الذى أثبت فشله خلال نصف قرن من تعاقب السلام والحرب
فبعد عام 1967 طرح مشروع نيكسون وبعد عام 1982 طرح مشروع ريغان وبعد حرب الخليج طرح مشروع بوش وعكس ذلك بعد حرب 1973 حيث حقق العرب شيئا من الأنتصار استعجل الأمريكيون لتنفيذ أمرين الأول تحقيق اختراق اسرائيلى محدود ثم تدخل كيسنجر لأحباط الشعور العربى بالأنتصار وتفكيك التحالف السورى المصرى أما الحركة الأمريكية اليوم فأحد أهدافها تثبيت سلام اسرائيل واشعال حروب أهلية عربية جديدة تظهر معها أن أزمة المنطقة طويلة جدا وما علينا الا اعادة ترتيب أوضاعنا وأولوياتنا لأن اسرائيل لن تعطى العرب الضعفاء اليوم ما لم تعطه للعرب الأقوياء بالأمس
لذلك فان العرب اليوم مدعوون للتضامن والتوحد لمواجهة مشروع اسرائيل الكبرى الذى بدأ تنفيذه فى الواقع منذ أن بدأ تدفق اليهود السوفيات الى اسرائيل بالتوافق مع الولايات المتحدة ولنتذكر أن اسرائيل الصغرى قامت بعد الحرب العالمية الثانية بقرار أمريكى سوفياتى وأن اسرائيل الكبرى اليوم تنشأ الآن بعد حرب الخليج بقرار أمريكى روسى أيضا
ان حالة الغضب والبؤس واليأس التى تعيشها الشعوب العربية اليوم ستؤدى الى ثورة الفقراء العرب وها انها تدق الأبواب اليوم لأن عالمنا أمام تحد تاريخى فاما أن يصير ديمقراطيا أو لايكون وأن يسعى كذلك لتحقيق توازن استراتيجى مع اسرائيل لكن هذا لايعنى التوازن العسكرى فقط بل التوازن الأنمائى والبشرى والسياسى وبرأى أن الديمقراطية العربية هى الرد الأستراتيجى الأول على اسرائيل بالأضافة الى الأقتصاد والتكنولوجيا ولقد أثبتت الحروب أن أحد عناصر قوة اسرائيل الصغيرة أنها دولة معبأة ديمقراطيا استطاعت أن تلحق الهزيمة بدكتاتوريات كبيرة
لقد دلّت التجارب فى العالم على أنه حيث تسود الديمقراطية تسود التنمية والتكنولوجيا والمساواة بين الناس والتقدم وحيث تسود الديكتاتورية يسود التخلف والفقر والمرض والظلم والهزيمة
اليكتاتورية تستطيع بناء قوة عسكرية لكنها تعجز عن بناء مجتمع فالمجتمع السوفياتى يوم انهار لم تنفعه العسكريتاريا لأنه خسر الحرب أمام الأمريكان دون أن يخوضها فالديمقراطية ليست مشروعا انسانيا للحريات فقط وفى واقعنا العربى لاوحدة عربية دون ديمقراطية لذلك تكشفت كل الوحدات السابقة عن كونها فى الواقع مشاريع انفصال
اليوم وفى لحظات المصير التى يعيشها شعبنا فى سوريا والعراق ولبنان أين هى ارادة العرب التى عليها أن تتجلى على الأقل فى قمة نوعية لتجنب الألغام التى زرعت على كل المفارق اننا فعلا على أبواب مرحلة تاريخية مغايرة لعصر كامل عايشناه منذ نصف قرن ولن تكون المرحلة الجديدة واضحة السمات والملامح لأننا دخلنا طريقا نعرف بدايته ولا ندرك نهايته نعم اننا فى مفترق الطرق
جان عبدالله
عن التيار الوحدوي العربي الديمقراطي ـ الوعد