الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بقاء الأسد.. النهاية الأشد خطورة

بقاء الأسد.. النهاية الأشد خطورة

16.12.2013
الوطن السعودية



الاحد 15/12/2013
مع قسوة الثلج والبرد على الشعب السوري في الداخل، وكذلك في المخيمات بالدول المجاورة، خلال الأيام الماضية، تزايدت نداءات الإغاثة لمساعدتهم بما يحميهم من الموت برداً.. والنداءات محقة، فالواقع يشير إلى افتقاد معظم المناطق لأبسط مقومات الحياة، وهذا ما تسبب في موت عدد من الأطفال نتيجة الصقيع والثلج في المناطق التي يحاصرها النظام من غير أن يتحرك المجتمع الدولي بجدية لإيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، ليظهر عاجزا أمام ما يفرضه النظام السوري من خيارات.
وما يوازي المساعدات في الأهمية إن لم يكن يفوقها هو العمل على إنهاء الأزمة، لتسهل عمليات إعادة البناء وإيواء من فقدوا بيوتهم وعودة من تشردوا هربا من الموت وبحثا عن أمان لعائلاتهم. لذلك فإن تبريرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس حول تعليق بلاده ومعها بريطانيا للمساعدات غير الفتاكة للجيش الحر غير منطقية، فالتعليق يصب في صالح النظام السوري ليحرز تقدما على الأرض قبل أن يواجه استحقاق مؤتمر "جنيف 2"، وحديث كيري عن أن الولايات المتحدة تعيد تقييم الأوضاع الميدانية في سورية ليس منطقيا، فالوضع واضح لكل ذي لب.. نظام يصر على التمسك بالسلطة حتى لو فقد الملايين من مواطنيه أو استولت على مناطق كثيرة من دولته عناصر مسلحة تقيم دولا وتغير مسميات المحافظات لتعلنها ولايات إسلامية جديدة.
تعليق الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية غير الفتاكة بحسب تعبيرها، يؤدي إلى إضعاف الجيش الحر الذي بات يواجه خصمين: هما النظام والجبهة الإسلامية التي تحتل مواقعه وتستولي على ما يمتلك من أسلحة وذخيرة.
إلى ذلك، فإن تحذير الولايات المتحدة من "أن تراجع المقاتلين المعتدلين على الأرض في مواجهة الجهاديين يطرح مشكلة كبرى" يعيد إليها السؤال عن علاقتها المباشرة بأسباب التراجع، فلو أن الولايات المتحدة لم تخضع لما تفرضه روسيا، وضغطت على النظام السوري وداعميه لاختلفت المعادلة، ولما تراجع المقاتلون المعتدلون الذين صاروا يواجهون أكثر من خصم، ويحرصون على سلامة المواطنين التي ليس لها قيمة لدى الآخرين. وأمام كل تلك المعطيات تبرز الخشية من وجود سيناريو على مستوى عال يبقي على بشار الأسد في الحكم حتى وإن طال عمر الأزمة.