الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بلدة القصير وحصار لينينغراد

بلدة القصير وحصار لينينغراد

26.05.2013
جمال الشواهين

جمال الشواهين
السبيل
الاحد 26/5/2013
قصف متواصل بلا توقف على بلدة القصير السورية منذ بداية الأزمة وهو على أشدّه الآن, وكأن هذه البلدة القرية التي يطلق عليها مدينة قسرا، وهي ليست كذلك أبدا، يراد لها أن تحاكي لينينغراد لما حاصرها الألمان في الحرب العالمية الثانية وكان سقوطها يعني بداية هزيمة السوفيات ولم تسقط.
بطبيعة الحال القصير ليست بأهمية بطرص بورغ السابقة والحالية ولا حتى أصغر بلدة روسية, ولو أنّ هتلر يعود الآن ويرى ما يجري فيها لندم أشدّ الندم على حصاره ثاني أكبر مدينة روسية بعد موسكو طالما أنّ قرية ليس فيها سوى أقل من أربعين ألف ساكن ما زالت تتحمّل الحصار والقصف منذ أكثر من سنتين, فكم كانت ستتحمل مدينة بحجم لينينغراد ليسقط اودلوف هتلر وليس جوزيف ستالين الذي لاحقه حتى عقر داره فاتحا برلين وفوقها تحرير فرنسا وكل أوروبا عمليا.
القصير ليست أهم من دير الزور ليترك وتنصبّ المعركة على القصير, ولا هي أهمّ من حلب التي يسرح بها المراسلون العرب والأجانب رغما وينقلون منها شتى التقارير الإخبارية, فما الذي يجعلها أم المعارك للمتصارعين؟
يبدو فيما يبدو أنّ القصير الحمصية القريبة من طرابس اللبنانية مركز الاستقبال لما يصل إلى ميناء طرابلس من مساعدات للمعارضة، ويبدو فيما يبدو أيضا أنّها منطقة يراد لها أن تكون ضمن توزيعة جغرافية معينة إذا ما استقرّ التوزيع في لحظة ما على السوريين، ويبدو أيضا أنّه يراد لها أن تظلّ الشريان المغذي لحزب الله من جهة سوريا. وأيّ كان الذي سيبدو أخيرا فإنّ صمود أو استمرار القصير طوال الوقت دون حسم لأيّ جهة إنّما يعني أنّ كل سوريا الآن رهن إرادات خارجية تماما, وإلاّ لكنّا رأينا تحركا لإعادة دير الزور للسيطرة ومثله لحلب وغيرها.
الحال نفسه بالنسبة لدرعا ومنطقة سهل حوران السوري, إذ يمنع الحسم فيه طالما يعني انفتاحا تاما على المعارضة وخنقا لدمشق في هذه الحالة. والأمر كله ليس محل للتوصل إلى حلول قريبا, لا في «جنيف 2» ولا عشرة, وربما يكون بعد خدعة تقدم ما على الموضوع الفلسطيني يؤهل العدو الإسرائيلي لتقرير مصير سوريا وصولا إلى إيران وإنهاء ظاهرة حزب الله كفرق حساب آنذاك.