الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بن عمر والإبرهيمي

بن عمر والإبرهيمي

05.02.2014
علي بردى


النهار
الاثنين 3/2/2014
لا يضير الأخضر الابرهيمي، الذي لا تزال صفته الرسمية الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا على رغم خلعه عباءة العرب، الحديث عن "تقدم طفيف" – ولكن غير واقعي – في المحادثات التي أجراها بين وفد الحكومة وممثلي "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". كان الأحرى به أن يستعير حكمة زميله المستشار الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية في شؤون اليمن جمال بن عمر الذي جهد بصمت الى أن حقق بعض الإنجازات.
يعتقد ديبلوماسيون في نيويورك أن الأزمة السورية لا يمكن تسويتها سياسياً إلا باعتماد الحل اليمني مقلوباً.
ماذا فعل بن عمر؟ أشرف على متابعة التغيير من رأس هرم السلطة الى كل التفاصيل الأخرى وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية التي أسست لتسوية تجنب اليمن – وهو بلد متعدد القبيلة والمذهب - سفك الدماء. أفاد السجين السياسي من "سنوات الرصاص" في المغرب نجح الى حد بعيد في الإمساك بخيوط اللعبة في اليمن وجواره المعقد. رافق خروج علي عبد الله صالح من قصر الرئاسة بعدما ذاق - أو كاد يذوق - طعم الموت. تابع رعاية خلفه الرئيس عبد ربه منصور هادي حواراً وصل الى خلاصات مهمة أخيراً بتوافق الغالبية الساحقة من ممثلي القوى اليمنية. يجهد بن عمر في مساع ديبلوماسية تبذل الآن كي يدعم مجلس الأمن الإتفاق الذي توصل اليه اليمنيون بأنفسهم. وهذا سيحصل قريباً.
ماذا فعل الابرهيمي؟ سلّمه الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان وثيقة استثنائية. اكتشف الديبلوماسي الجزائري متأخراً أن بيان جنيف هو "عدة الشغل" الوحيدة بين يديه. بيد أنه لم يحرك ساكناً في انتظار التوافق بين الولايات المتحدة وروسيا. حسناً، كأنه لا يزال يعيش زمن الحرب الباردة. رمى المشكلة على العرب. حسناً، هذا ما يؤمن به قومي عربي ذو عقلية قديمة. أقنع الساعين الى الحل بأن لا امكان للحديث عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد تفسيراً لعبارة "هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية برضى الطرفين" المتحاربين. ولكن آن له أن يبدأ من مكان ما، ذلك ان الوضع يبدو أسوأ مما كان بعد الجولة الأولى من جنيف 2.
تذمر في أحد المؤتمرات الصحافية أخيراً من أن غالبية الصحافيين سوريون وعرب، فردت عليه إحداهن بأن الحرب تحصل في سوريا! وحين سئل لماذا لا يتحادث الطرفان السوريان مباشرة، أجاب أنه في "النقاشات الحضارية" يتخاطب المتحاورون عبر الرئيس. خرج الى الأضواء في سبعة أيام من غير أن يتمكن من إدخال رغيف خبز الى أطفال سوريين يعيشون تحت الحصار، أكان في المعضمية والغوطة أم في نبل والزهراء. أشاع جواً مخادعاً عن اتفاق على ايصال مساعدات انسانية الى حمص.
أما حان الوقت للإقدام؟