اخر تحديث
الأحد-28/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ فبهداهم اقتده
فبهداهم اقتده
02.08.2015
يحيى حاج يحيى
yahyahaj@hotmail.com
مما لا شك فيه أن تاريخنا الإسلامي يضم من الرجال العظام ، و القمم السوامق أعدادا لا يطمح إليها أي تاريخ إنساني في جميع عصوره و أن لهؤلاء الكرام من المواقف ما يحار معه المرء ، و يقف أمامه مكبرا ،و متعجبا .
وهو حين يستعرض سير هؤلاء لا يحس أنه يقرأ تاريخا مضى و انقضى ، و لم يبق منه إلا العبرة و الذكر الحسن ، و لكنه يرى فيه واقعة حية تبهره ، و تجعله يطمح أن يرتقي إلى مثاليتها الواقعية لما بينه و بين رجالها من سبب ، و تدفعه لأن يتخذ من أعمالهم أسوة يقتدي بها ، ليرتفع إلى ذلك المستوى الذي كانوا عليه!
و قد كان فيهم - رحمهم الله - من الإنصاف و سماحة النفس ، و معرفة الفضل لأهله ما يجعلهم جديرين بتلك المكانة !
ذكر التاج السبكي أنه سمع من أبيه أن الحافظ المنذري صاحب الترغيب و الترهيب ، و مختصر صحيح مسلم ، أفتى في مصر زمنا ثم انقطع عن الإفتاء حين وصلها العز بن عبد السلام قائلا : لا حاجة بالناس إليّ !و أن العز - رحمه الله - كان يُـسمع الحديث قليلا لما كان في دمشق ، فلما دخل القاهرة توقف عن ذلك ،و صار يحضر مجلس الشيخ زكي الدين - أي المنذري يسمع عليه في جملة من يسمع ...
و بهذه الأخلاق الرضية ، و معرفة أقدار الرجال ، والتجرد من حظ النفس الذي يكون قويا في مثل هذه الأحوال ، ارتفع هؤلاء الرجال إلى مراتب العلماء الربانيين ، الذين لا يشعر أحدهم بضيق عندما يجد من هو أولى منه في التبليغ ، و لا يحس بغبن إذا جلس مجلس المتعلم في تلقي علم كان يعلمه ، متتلمذا على من هو أعلم منه . فلينتبه طلاب العلم إلى مثل هؤلاء ، و ليقتدوا بهم فهم أحق من غيرهم بذلك ....