الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بوتين والروس الأكثر وفاءً

بوتين والروس الأكثر وفاءً

04.11.2017
د. مهند مبيضين


الدستور
الخميس 2/11/2017
الرئيس الروسي يزور طهران ويلتقي روحاني والمرشد آية الله علي خامنئي. هذا هو ملخص عناوين الأخبار لزيارة الرئيس الروسي القادمة لإيران، وهي زيارة فيما إيران تخضع لإعادة حسابات علاقاتها مع الغرب وعلى رأسهم أمريكا.
بوتين جاء محملاً بكل التطمينات التي تلزم طهران، بأن حرباً ضدها لن تحدث، فنجاحات بوتين في سوريا والتي إن حدّت من إنفراد إيران في الساحة السورية، إلا أنها كافية لتقول للملالي اطمئنوا، فلا حروب ضدكم.
في الأثناء يشهد الرئيس ترامب أسوأ حالاته منذ انتخابه؛ عقب سلسلة الفضائح والتوقيفات التي شملت عددا من مشرفي حملته الانتخابية، والتي جعلته مضطربا لحدّ أن يقول عن أحدهم كان مناصراً ثانوياً طفيف الأثر.
لا الزمن ولا الظروف في صالح ترامب، العاجز اليوم عن حل ملفات الإقليم والمنطقة، والمكتفي بما أخذه من العرب من مال لكي يدير أشغال الشركات والمجمع العسكري الراغب بالمزيد من الصفقات.
ترامب في أزمة، وبوتين في قمة النشوة، وقد أنجز ما يمكن أن يقال من إعادة تثبيت لوجود روسيا في المنطقة وهو أمر ستكون سوريا قاعدته، من جديد.
الروس الذين فرطوا في العراق يشعرون بأن ضعفهم عشية التمدد الأمريكي والانفراد بالعالم منذ العام 1990 والذي لحقه تدمير بنية العراق ثم احتلاله عام 2004، هو أشبه بزمن فائت، كانت روسيا تعيد فيه بناء قوتها التي جعلتها تعود مجدداً للمياه الدافئة كلاعب رئيس منذ حكم كاترينا العظيمة الذي أمتدّ بين عامي (1762-1796).
بعد عشر سنوات على ضياع العراق، وخروجه من النفوذ الروسي والخيبة العربية الماركسية والبعثية بالأصدقاء الروس، يعود الجند الروس من بوابة شبه جزيرة القرم لإظهار شكيمة حكمهم وقوته الصاعدة، حدث ذلك بعد ثورة اوكرانية على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش صديق الروس ورجلهم.
في بداية شباط 2014 يُعلن الرئيس باراك أوباما إن الولايات المتحدة ستقف بحزم مع المجتمع الدولي للتأكيد على أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن، وبعد مكالمة استغرقت 90 دقيقة بين بوتين وأوباما في الأول من آذار، يطلب بوتين من مجلس الاتحاد عقد جلسة طارئة، للإذن له بالتدخل لانقاذ وجه روسيا، ويوافق المجلس على طلبه باستخدام القوات الروسية في أوكرانيا، وتنتهي القصة باستراد شبه جزيرة القرم، فينزعج العالم، ويخرج باراك أوباما المنتهية صلاحيته آنذاك غاضبا وتغضب انجلترا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمانيا وتفرض العقوبات على الروس.
الانتصار يجر انتصارا، في أيلول 2015 يتصل بشار الأسد بالقيصر، ويبدأ القصف الروسي ضد الخارجين والثائرين والمتشددين والإرهاربين على أرض سوريا، ينجح بوتين في إبقاء الأسد وتعديل مسار الأحداث، وبتحوير طريق جنيف، ويتقاسم مع الإيرانيين النفوذ.
اليوم بوتين هناك، في طهران يريد تثبيت راهنيته كزعيم واحد في الشرق، والكل حوله بما فيهم تركيا التي توترت معه إلى حد القطيعة لكنها لم تجد بداً من صداقته.
نحن ايضاً يعجبنا بوتين "أبو علي"، حيث جلالة الملك عبدالله تربطه علاقات قوية معه، ولدينا اليوم هناك من أفضل سفرائنا، السيد امجد العضايله، هناك من الكرملين ومن سان بطرس بورغ علينا استئناف التاريخ بقوة أكبر، فالروس الذين علّموا أولادنا، هم أكثر وفاءً لاصدقائهم القدامى والجدد من الأمريكان الذين ثبت أن لا صديق لهم.