الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بوتين ينوي أن ينتصر في كييف كما انتصر في دمشق

بوتين ينوي أن ينتصر في كييف كما انتصر في دمشق

22.02.2014
بوعز بسموت


القدس العربي
الجمعة 21/2/2014
ان رئيس اوكرانيا، فكتور ينوكوفيتش، هو المسؤول الرئيس عن الاضطرابات الدامية في بلاده. بيد ان عجز واشنطن والاتحاد الاوروبي في هذه الازمة المتواصلة منذ اسابيع، لا يزيدهما كرامة بل يجعلهما ايضا مسؤولين عما يجري في الدولة التي كانت تنتمي في الماضي الى الاتحاد السوفييتي. كانت اوكرانيا منذ كان استقلالها في 1991 منقسمة: فهي يصعب عليها ان تقرر هل تفضل ان تتحدث اللغة الاوكرانية وان توالي الغرب أم تتحدث الروسية وترتبط بموسكو كما كانت ذات مرة. وان المعركة الحالية بين التيارين في ذروتها حقا وان قوتها تثبت قوة الاستقطاب في اوكرانيا. منذ 11 تشرين الثاني حينما استقر رأي كييف على أن توقف فجأة الاتصالات للاتفاق على ارتباط بالاتحاد الاوروبي وزيادة العلاقات الاقتصادية بموسكو، تحولت اوكرانيا الى دولتين مع علم واحد.
ان اللهب في ميدان الاستقلال المشتعل في كييف بلغ كما نفترض الى سوتشي. وما كان رئيس روسيا بوتين أن يبلبل فيظن ان مصدر النار التي يراها الشعلة الاولمبية. في يوم الاحد القريب بعد ان تنطفيء شعلة سوتشي سيهتم بوتين بأن يطفيء ايضا حريق اوكرانيا بصورة اقل رياضية.
تهدد اوروبا (فرنسا والمانيا وبولندة) بعقوبات. ويفضل بوتين كما كانت حال الازمة في جورجيا ان يهدد بالقوة اذا رأى ان الامور في كييف تخرج عن السيطرة. فبعد ان خسرت موسكو شرط اوروبا ودول البلطيق لصالح الغرب لا تنوي التخلي عن اوكرانيا التي هي حيوية في خطة بوتين الاستعمارية الجديدة التي تسمى ‘اورو آسيا’.
ان الضحايا ال 26 في اضطرابات كييف أول أمس دليل على فشل محاولة توسط واشنطن والاتحاد الاوروبي. وقد زارت آشتون، المسؤولة عن ملف الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ونائبة وزير الخارجية الامريكي فكتوريا نولاند، زارتا كييف مرات متوالية مؤخرا والتقتا مع الرئيس فكتور ينكوفيتش.
ان المعسكرين اليوم في اوكرانيا: النظام والمتظاهرين، لا يعتمدان على اوروبا والولايات المتحدة وهو شيء يجعل قدرتهما على الحيلة في الازمة صعبة جدا.
اختار الاتحاد الاوروبي للحفاظ على الثقة به أمس ان يزيد في حدة اللغة. ان مشكلة موالي الغرب في اوكرانيا هي ان الغرب لن يفعل شيئا سوى التهديد بالعقوبات. لكن موالي روسيا في اوكرانيا يمكن ان يتوقعوا من الروس اكثر من ذلك بكثير. وهذا يمنحهم ميزة كبيرة بالطبع.
ان قادة المعارضة في اوكرانيا لن يخرجوا ابرياء من هذا الشأن فهم لم ينجحوا في الجمع بين التيارات المختلفة التي اجتمعت معا في ميدان مايدن وان يجدوا استراتيجية ناجعة لمواجهة النظام.
ان بوتين في هذه المرة ينوي ان ينتصر وان يملي ارادته كما حدث بالضبط في الازمة في سوريا والقضية الذرية الايرانية. فهو مثلا قد وعد اوكرانيا ب 15 مليار دولار وسيحول 2 مليار دولار على الحساب. فما الذي فعله الاوروبيون والامريكيون منذ ذلك الحين لاجل المعسكر الغربي في اوكرانيا؟ وعلى العموم فان هذا الامر كله يجعلنا نتساءل عن مقدار قراءة اوروبا للخريطة بصورة صحيحة في المدة الاخيرة؟ اعلنوا في الاتحاد مؤخرا فقط انهم يرون ان روسيا ‘شريكة استراتيجية’… أحقا؟.
اسرائيل اليوم 20/2/2014