الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بيان رقم واحد؟

بيان رقم واحد؟

08.06.2013
الياس الديري

النهار
السبت 8/6/2013
إذاً، هناك مخططات مريبة للغاية هدفها استدراج لبنان إلى الفخّ ذاته، حيث تكمن له الحروب العبثيَّة. وربما إلى ما هو أبشع بكثير، وأخطر من كل ما عرفه وعاشه اللبنانيّون من حروب أهلية أخويَّة، فضلاً عن حروب الآخرين.
قبل وقيعة القصير كان كل شيء يوحي أن وراء الأكَمة السوريّة شيئاً "مخصّصاً" للبنان. وبعدها أصبح الشك يقيناً.
أجل. وعند قيادة الجيش الخبر اليقين في هذا الصدد.
وقد بكَّرت القيادة أمس في إصدار بيانها التنبيهي التحذيري. وإلى الكبار قبل العاديّين من الناس قالت بصريح العبارة ثمة ما يُحاك. وثمة مخطّطات لإعادة لبنان إلى الوراء.
والعودة إلى الوراء تعني العودة إلى الفوضى، والتسيُّب، والفلتان، والحواجز الطيارة، وكل ما رافق حروب الخمسة عشر عاماً من مآسٍ وكوارث ودمار ودماء وتشرّد ووحشيّة يشاهد العالم نموذجاً عنها، بل نسخة طبق الأصل في سوريا.
وربما انطلاقاً من هذه المحاذير، ومن طرابلس التي بدت حديثاً كأنها "خارج" لبنان، أو كأنها أُخرجت منه، كان البيان. وكان التحذير. وكان التبكير في وضع الإصبع على الجرح.
طبعاً، لا تقتصر "المخططات" على عاصمة الشمال. فما يحصل في البقاع وصيدا، وهنا وهناك، يُدرج حالاً في خانة التمهيدات والتحضيرات المريبة، والتي لا تفتقر إلى أدلّة ثبوتيَّة، أو إلى "شهود عيان"...
على رغم الجهود المتواصلة التي بذلها بعض السياسيين والقياديين في الفيحاء، وتلك التي لا تزال قيادة الجيش تتابعها بكثير من الحزم والتروّي، فإن المخاوف والهواجس لا تزال تتكدّس. ولا يزال لبنان بكل تناقضاته وصراعاته الداخلية مسرحاً لتصرفات تؤدي بمجملها، وبنتائجها، إلى شحن النفوس. ونقل سوسة الانقسام والتشرذم من منطقة إلى أخرى. إنما إلى أين؟
قيادة الجيش لا تحاول، ببيانها، إخافة اللبنانيين وتهبيط الحيطان فوق رؤوسهم، بل هي أرادت استباق الشر، وقطع الطريق على "المخططات".
وخصوصاً بعدما تراءى لكثيرين، داخل لبنان وخارجه، كأن اللبنانيين نسوا حروبهم، ونسوا محنتهم ومعاناتهم. وها هم ينزلقون تباعاً نحو الهاوية ذاتها.
وإن لم يكن انطلاقاً من طرابلس الحزينة، فمن البقاع. من صيدا. من أيّ مكان في الجبل. من أيّة مدينة أو منطقة "مهيّأة" لمثل هذه المهمَّة التخريبيَّة، التي تؤدي إلى "الغاية المنشودة".
لكن قيادة الجيش لن تتراجع. ولن تتهاون مع الذين يحاولون إشعال الفتنة في كل لبنان. وهي عازمة على "تنفيذ الخطة الأمنية في كل طرابلس" ولن تقتصر على "المحور الروتيني".
ومع تأكيد رفض كل الشائعات والأضاليل "التي يمارسها بعض الجهات السياسيّة والدينيّة"، فالقيادة تبلغ الجميع: إن توسُّل السلاح واستعماله سيُقابلان حتماً بالسلاح