الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بيروت ممر إلى دمشق للإبرهيمي لافروف يتهيّب تهديدات المنظمات

بيروت ممر إلى دمشق للإبرهيمي لافروف يتهيّب تهديدات المنظمات

31.10.2013
خليل فليحان



النهار
الاربعاء 30/10/2013
استعمل المبعوث الأممي والعربي لمعالجة الأزمة السورية الاخضر الابرهيمي بيروت اول من امس ممراً للعبور الى دمشق، بعدما وصلها جواً من طهران وسلك الطريق براً الى سوريا في محطة ثامنة له من جولته التي بدأها بمصر. واللافت انه استعمل قاعة التشريفات التي أمنتها له مديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين، ولم يجر أي اتصال بأي مسؤول فيها، أو بأي مسؤول آخر واكتفى بتداول نتائج جولته، مع المنسق الخاص لمنظمة الامم المتحدة ديريك بلامبلي في تلك القاعة، واطلع منه على الاجواء اللبنانية.
وأفاد مصدر حكومي "النهار" انه لم يُطلب من الابرهيمي أن يتوقف في بيروت بطريق عودته من دمشق حتى ليل امس، لابلاغه طلب لبنان المشاركة في اجتماعات مؤتمر جنيف – 2 في حال عُقد ولاحظ أنه تزامناً مع وصول المبعوث الأممي والعربي الى دمشق، شنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مهندس جنيف – 1 وجنيف – 2 هجوماً عنيفاً على المجموعات المقاتلة من المعارضة السورية التي سيتجرأ المسؤولون عنها على المشاركة في مؤتمر جنيف 2، ووصف تلك التهديدات بأنها "مشينة" وصادرة في رأيه عن "منظمات ارهابية ومتطرفة"، وهي ليست المرة الأولى تطلق مثل هذه التهديدات، وتأتي قبل 11 يوماً من موعد اجتماع المعارضة في تركيا لاتخاذ قرار المشاركة أو عدمها، مع الإشارة الى أن تلك المعارضة ليست موحدة الصفوف، غير أنها تلتقي عند مطلب واحد هو توفير "ضمانات كي يفضي المؤتمر الى رحيل الرئيس بشار الأسد"، وهذا المطلب يرفضه النظام بقوة، بل على العكس، ان الأسد لا يرى أي مانع يحول دون ترشحه لولاية جديدة لرئاسة الجمهورية.
واتهم السعودية دون أن يسميها، والدول التي تموّل التنظيمات المسلحة المتطرفة بأنها وراء تلك التهديدات، لأنها ترفض المبادرة الاميركية – الروسية للحل السياسي الذي تجري التحضيرات له لعقد جنيف – 2 خلال هذا الشهر إذا سارت الأمور على ما يرام. ولفت الى أن بلاده تلقّت أيضاً تهديدات من معارضين سوريين لنسف الممثليات الديبلوماسية في الخارج وللاعتداء على الديبلوماسيين، دون أن يحدد الفصيل أو الفصائل التي ينتمون اليها. واسترسل لافروف في تفسير أصل تلك المنظمات وانها انبثقت من الائتلاف الوطني السوري.
واستغربت مصادر ديبلوماسية مدى تهيّب وزير الخارجية الروسي تلك التهديدات، الصادرة عن 19 مجموعة مقاتلة، والتي حذّرت من "ان المشاركة في جنيف – 2 خيانة تستوجب المثول أمام محاكمنا".
وسألت عن الدافع لإثارة تلك التهديدات بهذا الشكل متزامنة مع وصول الابرهيمي الى دمشق، وهل فعلت فعلها بحيث لا أحد يريد أن يخاطر بحياته، ولا سيما معارضة الداخل؟ وهذا يعني ان الغرض من عقد جنيف – 2 لن يؤدي الى النتائج الايجابية المتوخاة، وبالتالي من الأفضل عدم تحديد موعد لانعقاده.
وأشارت الى أن معالجة تلك التهديدات لا يمكن أن تتم إلا بواسطة الوقوف على رأي الدول التي يعتبر أنها قد تكون وراء تلك المنظمات التي أرعبت عدداً كبيراً من المعارضة التي تقاتل قوات النظام.
ودعت الى التريّث لمعرفة موقف الرئيس الأسد وما اذا كان مرناً أو متصلباً من أجل تقويم نتائج جولة الابرهيمي التي شملت ثماني دول، وذلك في الاجتماع التقويمي الذي سيعقد بين ممثلين أميركيين وروس في جنيف في الخامس من الشهر المقبل والابرهيمي، أي بعد أسبوع لمعرفة ما اذا كان المؤتمر سيتحدد موعده أم يتأخر مرة جديدة من أجل تأمين حد أدنى من ضمان النجاح له.