الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بين إسقاط مرسي أمس .. والسعي إلى إسقاط حمص اليوم!!

بين إسقاط مرسي أمس .. والسعي إلى إسقاط حمص اليوم!!

15.07.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 15/7/2013
في الوقت الذي ينشغل الجميع بمتابعة المشهد المصري الحالك يزداد انشغال اللانظام الأسدي الطائفي بمتابعة سياسة الأرض المحروقة في مدينة حمص العظيمة التي تضم التاريخ العريق ويرقد فيها الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه سيف الله المسلول ولنا أن نتصور أن مسجده الشهير في حي الخالدية لم يتعرض لأي اعتداء منذ بنائه بداية القرن الهجري الأول إلا اليوم على يد قوات الجزار الغاشمة وشبيحته مدعومين بأرتال ما يسمى حزب الله الذين يكرهون أصلاً هذا الصحابي خالداً كما هو مثبتٌ في طلاسمهم وتعاليمهم التي يلقنونها أبناءهم ويطالبونهم بضرورة إحاطتها بكامل السرية إن معركة حمص وحصارها الخانق بدأت منذ عام وهي لا تزال صامدة بمقاتليها البواسل ولكن إلى متى وعصابة الأسد تدكها بكل فتاكٍ من السلاح براً وجواً وتساندها إيران القاتلة وروسيا المجرمة بينما السلاح النوعي ممنوعٌ عن الثوار ثم إن مقاتلي حزب الله يغتالون أطفالها ونساءها ويحرقون الأبرياء هؤلاء هم جند حسن نصر الله الذي كان ينكر عبر وسائل الإعلام أن النظام السوري يقصف حمص منذ بدايات الثورة ويدعي أن له أقرباء وأصدقاء فيها وأنه سألهم عن هذا القصف وأفادوه بأن هذا لم يحدث إنه يريد أن يكذب حتى الواقع الذي هو أكبر دليل على جرائم النظام ضد عاصمة الثورة حمص العدية الأبية إن العصابة الأسدية عندما هُزمت بجيشها وشبيحتها استعانت بحزب الله كي تستعيد منطقة القصير القريبة من حدود لبنان وبعد مقاومة أسطورية من الثوار واضطرارهم إلى الانسحاب الذي لم يكن لهم بدٌ منه بسبب نفاذ الذخيرة تمكن اللانظام وحزب الله أن يدخل القصير ويرفع جنود حسن نصر الله لافتة الإمام الحسين فوق أحد مساجدها إعلاناً لنصره على أهل السنة والجماعة فيها ومع أن الثوار كبدوه خسائر كثيرة في الأرواح بكمائن نصبوها له أثناء دخوله وانسحابهم السري فقد اعتبر اللانظام أن معركة القصير هي فاتحة المعارك التي يستعيد بها أو من خلالها كمرتكز ما فقده في حمص وما حولها فتابع زحفه الجهنمي مخلفاً مئات الضحايا والمنازل المدمرة وآلاف المهجرين الذين عمد إلى تشريدهم ليفرغ حمص ديموغرافياً قبل أن يتمكن من إسقاطها عسكرياً وقد عمد في الأسبوع الماضي إلى إحراق مقر السجل العقاري ودوائر الأحوال الشخصية فيها ليضيع معالم الانتماء إلى المدينة وليطمس سندات الملكية للسوريين السنة ثم ينقلها بعد ذلك إلى العلويين وغيرهم ممن معه من الشيعة الغازين الذين نجزم أنهم ما دخلوا إلا بضوء أخضر من إسرائيل وأمريكا وبالتعاون مع روسيا وإيران وهنا لابد أن نستشهد أن الجزار بشار وافق قبل أيام على تجنيس أربعين ألفاً من شيعة لبنان من حزب الله ومن ليسوا من السوريين وهم شيعة أيضاً ليخل بالتوزيع الديموغرافي كجس نبض تمهيدي قبل التقسيم الجغرافي وهو إذ يسعى بذلك إنما يريد الدفع باتجاه سيناريو التقسيم لأنه هاجم بعد القصير الكلخ وأعادها إلى السيطرة وهو يقصف اليوم منطقة قلعة الحصن وحمص بشدة وبالسلاح الكيماوي حتى إنه أقام أمس مجزرةً رهيبةً في قرية الحصوية بريف حمص إنه يريد أن يخلق هذا الواقع على الأرض بحيث لو ضيق عليه الخناق فإنه سيقوم بإنشاء هذه الدويلة العلوية التي يضمن رئاسته لها ويحفظ فيها بزعمه العلويين ويكون بذلك قد استولى على محافظة حمص وطرطوس واللاذقية والمنطقة المحاذية إلى لبنان وستكون السيطرة من الجهة اللبنانية إلى حزب الله بالكامل فيعين أحدهم الآخر وتعترف بها إسرائيل وإيران وروسيا ومن لف لفهم وهذا ما يفسر كلام حسن نصر الله: دعونا نتقاتل في سوريا ونجنب لبنان الحرب. أي ليكون له الاستقرار الحقيقي بعد قتاله في سوريا وبالتالي تقوم منطقة نفوذ مليئة بالأسلحة الروسية والإيرانية وربما يظن الأسد أن مثل هذا السيناريو سيوفر له بالاتفاق مع الغرب وأصحاب القرار أن يعيد السيطرة على سوريا وينتج نفسه من جديد وهكذا يراد لحمص أن تسقط بعد أن فرغ أكثر من مليون ونصف من أهلها العرب السنة وما زال يدمر آثارها ومساجدها بل كنائس فيها ثم إن هذا المجرم طلع علينا أول أمس وهو يتغنى باسم العروبة ويدعي زوراً وبهتاناً إنها بدأت تظهر من جديد بعد سقوط الإسلام السياسي في مصر لأن حكم أصحابه لا يتوافق مع طبيعة الناس يريد أن يعطينا دروساً في العروبة وهو الذي باع سورية إلى إيران المجوسية ومتطرفي الشيعة لقاء أن يحرسوه وإذا كان يمتدح خطوة الجيش المصري بالانقلاب على مرسي فإن جيشه اللاوطني هو الذي قتل وحرق وسلب وفعل الأفاعيل ولا يزال ويتصور الأسد أنه سيبقى بعد كل هذه البحور من الدماء إنه الوهم بذاته لأن إصرار جيشنا الحر وشعبنا المقاوم لن يدعه يهنأ بأي حلمٍ أبداً فإن سورية للسوريين جميعاً (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون) الشعراء 227