الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بين المؤامرة على مرسي .. والموقف من الثورة السورية

بين المؤامرة على مرسي .. والموقف من الثورة السورية

08.07.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 8/7/2013
إن ما جرى في مصر الأسبوع الماضي من تغير دراماتيكي بانقلاب الجيش بالتآمر مع الداخل المعارض المدعوم من الخارج على الشرعية المنتخبة وبهذه السرعة القياسية خصوصا بعد بيان علماء الأمة الذي دعا إلى الجهاد في سورية ضد حكم الطاغية المأجور الأسد الجزار ومن ثم تفاعل الرئيس الشرعي المنتخب د: محمد مرسي مع القضية السورية باعتبارها قد أصبحت قضية الأمة العربية والإسلامية لاسيما بعد التدخل المباشر لإيران وغزو حزب الله اللبناني ميدانيا للتراب والإنسان السوري. سرع وتيرة هذا التآمر عند الموتورين الذين لا يريدون أن تقوم للحرية باسم الإسلام أي قائمة. ولا يريدون نصرة المظلومين بل يرقصون على إيقاع الظالمين بدءا بإسرائيل التي تعتبر أمريكا وروسيا وإيران ومن لف لفها جنودا مطيعين وختما بجميع الأذناب التابعين دون رأي وعقل ومبدئية وفي قناعتي فإن هذه الدوائر قد شرعت منذ تسلم مرسي مقاليد الحكم بالعمل على نقض مشروعه بذرائع وحجج واتهامات لا تنهض أبداً على ساق إلا ما كان فيه حراك من الحقد الأعمى والنرجسية والإصرار على إبعاد الخطاب الإسلامي من الحلبة لخوف الأسياد في الخارج ومن يأتمر بأمرهم من العبيد المحسوبين على الحكام في الداخل ممن ليس لهم هوية مستقلة وضمير حي وتطلع إلى المعالي وإنما إلى السفاسف.
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب      ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ولذا ارتضوا أن يكونوا كذلك ودأبوا ليل نهار على تحقيق هذه الأهداف الخبيثة مدججين بوسائل الإعلام وعلى رأسها قناة العربية المنحازة في هذا المشهد المصري إلى الباطل دون تجرد بل غدت كقناة الدنيا السورية ومما يدل على التآمر تصريح قائد الجيش المصري أنه يرفض الخطوة التي اتخذها مرسي بإغلاق السفارة المصرية في دمشق وقطع العلاقات مع النظام السوري المستبد فورا. لكأن هذا المعترض الجديد المحتال لإخراج الشرعية غير عربي وغير مسلم بلا ضمير إذ يلاحظ يوميا الهولوكوست السوري الرهيب على يد الجزار الذي لم يعترض عليه البتة بل توجه إلى مرسي بالنقد!
ثم قال أحد الإعلاميين المصريين: إن مرسي يسير بالبلد سير السلاحف ونسي حضرته أن من يسير بخطى السلاحف وئيدا ليصل إلى بر الأمان هو أكثر وأجود خبرة ممن يسير سير الأرانب الهاربة التي لا يهمها من جنبها إلا مصلحتها ولو على حساب أخواتها. ونسي كذلك أن الله تعالى خلق الأرض والسماء في ستة أيام ليوجهنا إلى قيمة الوقت وضرورة منح الفرصة لمن يعمل بصدق وإتقان حتى يحقق الغايات وهو يعرف كذلك ولكنه يتغافل أن روما لم تبن في يوم واحد وهل يستطيع مرسي أو غيره أن يقول للشيء كن فيكون. إن أي تعويق وتوهين أقامه هؤلاء لم يمنع الرجل من التقدم وقد ذكر الإنجازات موثقة تماما خلال عامه الفائت ولكن كما قال المتنبي:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة   ولكن عين السخط تبدي المساويا
ومع ذلك تسارع بعض الدول العربية التي لا تريد خيرا لمصر بالتهنئة للرئيس المؤقت الجديد وتتآمر مع مسؤولي ما يسمى جبهة الإنقاذ المعارضة الذين ينادون بالدم قراطية وليس الديمقراطية ولم تعد مواقفهم الدموية خافية على أحد وإن القاعدة الشرعية تؤكد أن الضرر يزال شرعا ولكن ليس بمثله ولا بأشد منه فأين هم من الرئيس مرسي قلبا وقالبا ولكننا في آخر الزمان يجب ألا نعجب وكما قال هارنغتون: من المؤلم أن الخيانة التي لا تنجح لا يجرؤ أحد أن يسميها خيانة أو كما قال غاستون: كم خائن يشنق الآخرين وهو أحق أن يشنق! زد على ذلك تربية هؤلاء على كراهية كل من هو مع مرسي كالسوريين اللاجئين الذين أكرمهم كاملا، الآن بدأوا يلاقون من البعض السباب والوقوف ضدهم أي هم مع بشار الجزار ولم يعرفوا أن مصر أكبر من المصالح الضيقة لهؤلاء ولم يشعروا اليوم بمشاعر إخوانهم في حمص المحاصرة والكل يستغيث ولم يشعروا بإخوانهم في غزة حيث أغلق معبر رفح ألا تعسا لكل لئيم لا يدرك أن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وأنا صامدون وبقدر الهموم تكون الهمم لنسحق كل المؤامرات قريبا بعون الله.