الرئيسة \  مشاركات  \  بين جحيم الارهاب و النووي الايراني

بين جحيم الارهاب و النووي الايراني

27.09.2014
سعاد عزيز



عودة الحديث و بسخونة عن موضوع مقايضة محتملة بشأن تسهيلات مميزة تقدم للنظام الايراني في مقابل مساهمة الاخير في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على أراض شاسعة في سوريا و العراق، وهذه المرة يفصح مسؤولون أمريکيون عن هذا الامر، مما يعطي للقضية معنى و إتجاها خاصا يمکن أخذه على أکثر من محمل.
منذ التطورات الحاصلة على صعيد قضية دخول تنظيم الدولة الاسلامية"داعش سابقا"، للعراق و إستيلائه على أراض واسعة و إرتکابه لجرائم و مجازر تقشعر لها الابدان، فإن النظام الايراني قد إستغل ذلك و دفع بقوات من حرسه الثوري تجاوزت سقف الخمسة آلاف مقاتل ليدخلوا العراق و يستقروا فيه الى جانب قوات أخرى مبعثرة هنا و هناك، في الوقت الذي قامت أيضا في نفس الوقت بإستنفار الميلشيات الشيعية التي أنشأتها في العراق و التي تصل الى قرابة 30 ميليشيا مسلحة، حتى تظهر للعيان و لکل متابع و مختص بهذه القضية بأن هذا النظام يکاد أن يدير الجيش الاکثر فعالية و قوة في العراق بعد أن تراجع دور الجيش العراقي کثيرا على أثر الانسحاب المشين و المشبوه لأربعة فرق له أمام تقدم التنظيم الارهابي من دون أية مقاومة او مواجهة ضده.
اليوم عند النظر بتمعن للأوضاع المتوترة في العراق، فإننا هناك ملاحظات هامة يجب أخذها بنظر الاعتبار بالنسبة لدور النظام الايراني في هذا البلد، وأهم هذه الملاحظات هي:
ـ النظام الايراني يمتلك أکبر أرضية ميلشياوية إستخبارية رصدية في العراق من خلال تغلغله و نفوذه داخل الطائفة الشيعية في العراق و إستغلالها بأبشع صورة من أجل تحقيق أهدافه وغاياته و مصالحه.
ـ النظام الايراني يمتلك أکثر من وسيلة و طريقة للتواصل و التفاهم و التنسيق مع تنظيم الدولة الاسلامية و ان لها ماض"تليد"بهذا الخصوص يعود الى أيام کان النظام السوري على وشك السقوط فقامت بإدخال هذا التنظيم الذي کان وقتئذ يحمل اسم داعش على الخط، وحقق الکثير من المکاسب للنظامين السوري و الايراني.
طرح قضية مقايضة ما بين تسهيلات يقدمها المفاوض الغربي نوويا لطهران مقابل أن تشترك الاخيرة في الحرب ضد داعش، يؤکد فيما يؤکد مصداقية تلك التحذيرات المستمرة التي أطلقتها المقاومة الايرانية على لسان السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، والتي حذرت فيها من أية مساومة او مقايضة مع النظام الايراني بشأن ملفه النووي مؤکدة بأن هذا النظام ماض في طريق صنعه للقنبلة النووية کي يجعل من وراء ذلك من نظامه أمرا واقعا و يفرض إملائاته و شروطه على المنطقة، لکننا يجب أن لاننسى أيضا تحذيرات هامة اخرى للسيدة رجوي و التي أکدت فيها بأن سلاح التطرف و الارهاب الذي يستخدمه النظام هو أخطر بکثير من السلاح النووي، ولذلك فإن من المهم جدا أن ينتبه المجتمع الدولي جيدا الى هذه الحقيقة وان يحذر في التعامل من أجل القضاء على الارهاب مع نظام هو بالاساس مرکز و مصنع التطرف و الارهاب في العالم وله أکثر من تمدد سرطاني في داخل کل التنظيمات الارهابية.