الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بين هولوكوست بانياس والبيضا.... والغارة الإسرائلية!!

بين هولوكوست بانياس والبيضا.... والغارة الإسرائلية!!

06.05.2013
خالد هنداوي

الشرق القطرية
الاثنين 6/5/2013
هل بدأت إبادة أهل السنة في الساحل السوري من بانياس وقرية البيضا تحديدا ولماذا؟ سؤال طالما دار في خاطر الكثيرين ممن يفهمون حقيقة الوضع الجغرافي والديموغرافي والطائفي الذي شرع القاتل حافظ أسد في تكوينه وتعميقه منذ تسلمه مقاليد السلطة في سوريا عام 1970 حيث بدأ حكمه بتسريح آلاف الضباط الكبار السنة وأحل مكانهم علويين ثم زاد في أعدادهم على مدى ثلاثين عاما وأكمل المشوار ابنه القاتل بشار لتصبح نسبة الضباط من طائفتهم تسعين بالمائة وتبقى نسبة العشرة موزعة بين أهل السنة والمسيحيين والدروز والمكونات الصغيرة الأخرى على ما تحقق منه ضابط استخبارات كبير كان قد انشق عن النظام مجيبا بعض السائلين كيف لا يغلب أهل السنة في هذا الصراع على مدى عامين وكل جنود الجيش منهم، مبينا أنكم لو عرفتم من يقود هؤلاء الجنود بالحديد والنار من هؤلاء الضباط الطائفيين الحاقدين لما عجبتم، وشرح الجواب فاقتنعوا وكان هذا اللانظام منذ بداية حكم الأب يخزن الأسلحة في جبال العلويين ويعد لمثل هذا اليوم الذي يشهد نهايته المأساوية، وقد حدث أحد سائقي الشاحنات الكبيرة وأقسم على ذلك أنه كان مكلفا بنقل الأسلحة حتى إذا وصل إلى ما قبل قرية القرداحة مسقط الرئيس السابق القاتل حافظ وضعوا على عينيه ستارة قماش وأنزلوه وركب مكانه سائق علوي ليتم المشوار ولا يعرف السائق السني إلى أين ستذهب تلك الشاحنة، إن كل الحشد السابق واللاحق له تخزينا وتطويقا للمناطق الساحلية إنما كان للخوف من أهل السنة أن يتسلموا الحكم ويكون لهم حقهم الطبيعي هناك أو في أي موقع من سورية، وحين يحدث مكروه لأهل السنة حال اشتعال أي فتنة أو صراع فإنهم سيكون ضحية هذه السياسة الطائفية التي كان الأسد الأب يزرعها بأمر من أسياده وليحقق المبدأ الدنيء فرق تسد وجاء الابن بأمر الأسياد أنفسهم لرعايتها وما زال على ذلك.
وتأتي أحداث بانياس المروعة بهذه المذابح البشعة التي تمت في رأس النبعة الحي الفقير المتدين وفي قرية البيضا المشهود بدين أهلها وأخلاقهم الحميدة من بين جميع قرى الساحل السوري مع احترامها كلها كما عرفناهم وخبرناهم في زيارات صيفية متكررة حيث بدأ الضغط على تلك المناطق من بداية الثورة سلميا وقتل منهم من قتل وهجر من هجر وكانت نساء بانياس اللواتي استشهدن وهن يهتفن للثورة حيث سقطن من أمهات وبنات، ولا ينسى لأهل بانياس هذا الموقف البطولي منذ البدايات مما يدل على شجاعتهم ورفضهم للظلم والمذلة حتى لو كان الثمن العناء والجرح والموت والشهادة، لقد بين الأستاذ الشيخ أنس عيروط بن الشيخ عبد الرحمن عيروط رحمه الله -وهو رئيس المجلس الثوري في بانياس وعلى اتصال دائم بالمنطقة ومعروف لدينا بدينه وصدقه وجهاده وتضحيته- أنه تم استشهاد أربعمائة في رأس النبعة ذبحوا بالسكاكين ورموا بالحجارة حتى الموت وحرقوا وألقوا كالركام وتم استشهاد ثمانمائة في قرية البيضاء حتى عد أسماء الأسر كالبياسة والشغري ودلول وغيرهم ممن نعرف دينهم وأمانتهم منذ سنين، وكان القتلة من الشبيحة ومن سموه جيش الدفاع الوطني وهو غير الجيش الحكومي يهتفون أثناء القتل والذبح لبيك يا حسين، لبيك يا أسد، على اعتبار أن الطائفة العلوية قد صنفت مؤخرا عند الشيعة أنها فرع منهم بعد أن كانت الشيعة تكفرها لأنها تقول بألوهية علي وتختلف معها في أعداد الأئمة وتحديد المهدي الغائب وغير ذلك ولكن الحاقدين كلهم التقوا هذا العصر ليرموا أهل السنة عن قوس واحدة تنفيذا للمشروع الإيراني ونشره في العراق وسورية ولبنان خصوصا وهم يستخدمون المالكي الطائفي الذي دافع عن الأسد وقال إن نظامه لن يسقط ولماذا يسقط وإنه وطائفته فرع من الشيعة ونحن لابد أن ندافع عنهم، وساوقه نصر الله بحزبه ذي السياسة الطائفية التابعة لولاية الفقيه كذلك فأخذ منذ بداية الثورة يشترك مع الطاغية الأسد في الخبرة والإساءة للثوار ثم بالقتال ضدهم في دمشق وريفها وحمص بل وحماه بحجة الدفاع عن مزارات الشيعة كالسيدة زينب ثم اشترك في حرب القصير واعتبر ذلك جهادا وأن من قضوا من جنده استشهدوا في مهمة الواجب الجهادي وزادت وتيرة اشتراكه الدامي حتى استعمل الكيماوي في القصير كما استعمله الأسد الوحش، إن مجزرة بانياس التي صدمت العالم وفاقت مجازر السنتين الماضيتين توحشا ما كانت لتحدث لو أن الأسد مستقر في دمشق غير خائف على مصيره، إن المراد منها اليوم إنما هو تخويف أهلنا الصابرين في الساحل كي يهاجروا ويخلوا ديارهم كالسيناريو الذي طبقه الصرب على البوسنيين المسلمين في البوسنة، وكفعل الصهاينة لتهجير الفلسطينيين وتخويفهم بمثل مجزرة دير ياسين وأمثالها التي تعتبر أشبه بالنزهة إذا ما قورنت بمذابح الأسد المجرم في سورية اليوم، وإن ما شاهدناه من الصور المؤثرة المعبرة أكبر شاهد على ذلك، وإن كان المعلق السوري عصام خليل الحاقد قال: إنها ليست حقيقية وإنما هي مفربكة من قبل قناة الجزيرة وهكذا يفعلون، وقد كان القاتل حافظ الأب قد قالها بعد ما قتل سبعة وأربعين ألفا في حماة عام 1982: لقد قضينا على الإرهابيين فيها وكانت حوادث وانتهت وستر عليه الصهاينة والمجتمع الدولي الذي لا يريد إلا هذا النوع من الحكام الخدام والأجراء العملاء الذين يحققون مصالحه ويسرقون ثروات شعوبهم ثم لأن المستبد شريك المحتل الأصغر فكان لابد ونظام الأسد يتهاوى أن ينقذه الصهاينة قدر المستطاع سيما أن إيران وحزب الله والمالكي يدعون ممانعته ومقاومته ولذلك شنت إسرائيل الغارة صباح هذا السبت على مركز البحوث الكيماوي في جمرايا في ريف دمشق وقصفت جبل قاسيون والفرقة الرابعة حوله وفجرت أماكن للذخيرة والسلاح قالت إنها في طريقها إلى حزب الله في الوقت نفسه الذي ضج فيه خبر مذابح بانياس والبيضاء تغطية وصرفا للأنظار عنها وإن كان مثل هذا قد يكون مخططا له من السابق وما زيارة أوباما ووزير دفاعه إلى إسرائيل وتأكيدهما على ضمان حمايتها إلا جار في هذا السياق، ونحن كسوريين عارفون بطبيعة نظام الأسد الأب والابن ونؤكد أن التنسيق بينهم قائم برفع سهم اللانظام شعبيا وعربيا وإقليميا قد الإمكان وذلك بعد سقوطه الحتمي حيث لم يعد لديه متسع لذلك، ونحن نرى أن المراد من القصف الإسرائيلي إنما هو ضرب أي سلاح كي لا يقع بأيدي الثوار من الجيش الحر .