الرئيسة \  مشاركات  \  تأملات بمؤتمر دافوس الاقتصادي

تأملات بمؤتمر دافوس الاقتصادي

26.01.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 25‏/01‏/2015
كان مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي عقد خلال الفترة ما بين 21 و 24 كانون ثان /يناير 2015 بمدينة دافوس مغايرا عن المؤتمرات السابقة التي عقدت في تلك القرية السويسرية الجميلة التي ينعم أهلها براحلة الفكر لبعدها عن أضواء السياسة ، فالمؤتمر كان باهتا جراء التطورات التي تشهدها اوروبا حاليا من احتمال وقوع حرب حقيقة بين روسيا واوكرانيا وخوف الاوروبيين الاعضاء بدول منطقة / اليورو / من  نجاح الحزب الشيوعي اليوناني بالانتخابات التي ستجري هذا اليوم الاحد 25 كانون ثان / يناير ، اذ سيؤدي نجاح الشيوعيين والاشتراكيين في الانتخابات الى اعلان الينان رسيما انهاء عضويتها بمنطقة / اليورو / والعودة الى عملة اليونان الاصلية الـ / دراخما / فبخروج اليونان من / اليورو / ستخرج ايطاليا واسبانيا وايرلندا والبرتغال وربما قبرص من المنطقة المذكورة الامر الذي يعني انهيار / اليورو / رسميا . وربما يكون مؤتمر هذا العام باهتا ايضا لعدم وجود نشاط سياسي عهدته المؤتمرات السابقة . ففي مؤتمر عام 2014 الماضي جاء متزامنا مع اجتماع جنيف بين ممثلين عن المعارضة السورية وممثلين عن نظام بشار اسد تحت رعاية دولية بتنظيم من مندوب الامم المتحدة عن ملف الازمة السورية الاخضر الايراهيمي الذي اصيب بلعنة الفراعنة كما اصيب سلفه كوفي عنان .
المعارضة السورية وخاصة اولئك الذين يزعمون علمهم بالسياسة والاقتصاد لم تكن لها مشاركة بمؤتمر هذا العام وأعطوا الكرة لرئيس وزراء العراق حيدر العبادي  الذي أوضح موقف بلاده من انتفاضة الشعب السوري اذ زعم بأن الشعب السوري المنتفض حاليا ضد نظام الطاغية بشار أسد يقف واءه ما أطلق عليهم بالأصوليين والمتشددين الذين يريدون حكم سوريا على طريقة القرون الوسطى مدافعا ومنافحا عن ايران  بأنها الدولة الوحيدة بمنطقة الشرق الاوسط التي تتمتع بالديموقراطية وبالاسلام المنفتح نافيا بالوقت نفسه ان تكون حكومته حكومة عنصرية وجميع أطياق الشعب العراقي بما فيهم المسلمين من أهل السنة والجماعة يشاركون في حكومته العتيدة   مشيرا ان بلاده بحاجة الى الاستثمارات الاجنبية لتقوية الاقتصاد الذي يعود منافعه على العراق والمستثمرين متطرقا بالوقت نفسه الى الارهاب الذي تقوده ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / التي اعتبرها جناح الكيان الصهيوني بمنطقة الشرق الاوسط نافيا ان تكون ايران ونظام اسد وراء قوة ذلك التنظيم .
غابت المعارضة السورية ، وهمس في أذني احدهم عن سبب غيابهم فقلت له انهم لا يزال يتشاورون في سقيفة بني ساعدة  لحضور مشاورات لانهاء انتفاضة الشعب السوري وتثبيت بشار أسد حي المالكي بدمشق ومثل هذه المؤتمرات التي تعتبر من مسارح الدولية بالرغم من عدم اتخاذ اقرارات فيها  لا تهمهم  فهم يثرثرون ويناقشون ويخرجون من اجتماعاتهم اكثر تفرقا من قبل ان يجتمعوا وقد صدق فيهم قول عمرو بن كلثوم :
إذا كان ربُ البيتِ بالطَبلِ ضارباً * فشيمةُ أهلِ البيت كلهم الرقصُ
المؤتمر كان باهتا فقد غابت تركيا عنه ولكن ايران كانت حاضرة برئيسها الشيخ حسن روحاني الملقب لدى السياسة الدولية بـ / الدبلوماسي  الشيخ / الذي أعلن بأن حكومته حكومةاصلاحية لا تتدخل بشئون الاخرين وما يجري في سوريا مخطط امريكي صهيوني تريد طهران بالتعاون مع موسكو إحباطه معربا عن أسفه للحالة المتردية التي وصل اليها اليمن  من سيطرة الحوثيين وإفسادهم بالأرض مؤكدا انه لا علاقة لطهران بالحوثيين معتبرا وقوف واشنطن وراء  قوة تلك الحفنة من المجرمين معلنا بأن تخصيب اليورانيوم ببلاده لن يذهب الى الصالح العسكري بل العلمي وجميع شعوب العالم الاسلامي تقف وراء ايران  بخلافها مع الغرب مشيرا استعداد حكومته للتوصل الى صيغة مرضية لانهاء نزاع الملف النووي مطالبا بإلغاء العقوبات الاقتصادية  من اجل استقرار منطقة الشرق الاوسط معتبرا نظام بشار اسد استقرار  المنطقة واذا ما ذهب فان تلك المنطقة ستقع ببرائن الشيطان بشكل تام .
لقد تركت المعارضة السورية التي لا تأبه لتلك المؤتمرات الزمام لاعداء الشعب السوري المشاركة بهذه المؤتمرات للدفاع عن بشار أسد وأعداء الشعب السوري جبناء واذا ما تركنا الساحة  لهم فالمسئولية لنفث سمومهم ضد شعبنا على عاتقنا وصدق في ايران وحكومة العراق وغيرهما من الذين يقفون الى جانب اسد  قول ابي الطيب المتنبي :
واذا ما خلا الجبان بأرض طالب الطعن وحده والنزالا