الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفاقم أزمة اللاجئين السوريين

تفاقم أزمة اللاجئين السوريين

28.01.2014
صحيفة إندبندنت البريطانية


البيان
الاثنين 27/1/2014
قلما ينفع العزف على وتر الأرقام عند مناقشة الهجرة، إلا أنه في حالة اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية السورية، فإن الحجم الهائل للنزوح يستدعي تكرار هذه الأرقام.
تختلف التقديرات لأسباب واضحة، غير أنه، منذ بدء الصراع، غادر سوريا أكثر بكثير من مليوني شخص. ورغم افتراض الغرب، غالباً، أن بلادنا تستقبل بشكل روتيني الأعداد الأكبر من اللاجئين، فإن إلقاء نظرة على الحقائق يكشف واقعاً مختلفاً للغاية، ذلك أن الدول المجاورة الأقرب لسوريا، هي التي تتحمل العبء الأكبر، وهي بلدان لديها مشكلات كافية، بالفعل.
لبنان، على سبيل المثال، استقبل أكثر من 800 ألف شخص، وهو عدد يقترب من خُمس إجمالي سكانه. هذا يعادل معايشة بريطانيا لتدفق حوالي 12 مليون شخص، من النساء والأطفال والرجال، المتضورين جوعاً والمتجمدين، عبر حدودها.
واستقبلت الأردن، وتركيا، ومصر، والعراق، (بما في ذلك إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي) أعداداً كبيرة من اللاجئين. وحتى الآن، في الغرب، فقد كانت السويد البلد الأكثر سخاءً بالنسبة للمغتربين السوريين، حيث استقبلت أكثر من 15 ألف شخص.
لذلك يجب النظر إلى نداء الأمم المتحدة بأن يستقبل الغرب 30 ألف لاجئ إضافي، ضمن سياق هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة.
وكذلك بدرجة من الفخر والانفعال تم نشر رسالة من وكالات الإغاثة والجمعيات الخيرية العاملة في ساحة القتال، لرئيس الوزراء البريطاني. والدفاع الأخلاقي، عن استقبال بريطانيا نسبة من اللاجئين، مقنع للغاية. قد تشعر الأسر في بريطانيا بالضغط، إلا أن أغلبها قد يجد معاناة المدنيين الأبرياء صعبةً في فهمها.
استقبال نصيبنا العادل من اللاجئين، سيمثل في أي حالة نسبة صغيرةً فقط من العدد الإجمالي. والأكثر أهمية وإلحاحا، هو توفير الوقود والغذاء والمأوى لأولئك الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة. هنالك الكثير من الجدل حول المساعدات الدولية، غير أن رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخزانة، وقفا بشجاعة وقوة ضد الغرائز الضيقة لنواب الحزب.
هذه فرصة أخرى لهم، لإثارة إعجاب بريطانيا والمجتمع الدولي، ولإظهار نبل الرؤية المستقبلية والإنسانية المشتركة، من خلال الترحيب ببضعة آلاف من اللاجئين السوريين، وتخصيص مبالغ كبيرة لشراء ضروريات مخيمات اللاجئين، باعتبارها جزءاً من الجهود الدولية المنسقة.
بينما تجتمع الأطراف لإجراء محادثات السلام في جنيف، ينبغي أن يكون بمقدور الشركاء في الغرب الموافقة على مثل هذه الخطة للتصرف، فالرؤية المستقبلية كالحة، على كل حال.
 ليست هنالك نهاية مبكرة تلوح في أفق الحرب الأهلية السورية، وشأن الحرب التي سادت في لبنان لعقود، يمكن أن تطول لسنوات. وللأسف، سيتعين علينا دعم السوريين لفترة طويلة مقبلة.