الرئيسة \  تقارير  \  تايم : نتائج التجديد النصفي جيدة للمسلمين الأمريكيين .. لم يعودوا على هامش السياسة الأمريكية

تايم : نتائج التجديد النصفي جيدة للمسلمين الأمريكيين .. لم يعودوا على هامش السياسة الأمريكية

15.11.2022
إبراهيم درويش

تايم : نتائج التجديد النصفي جيدة للمسلمين الأمريكيين.. لم يعودوا على هامش السياسة الأمريكية
إبراهيم درويش
القدس العربي
الاثنين 14/11/2022
لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “تايم” الأمريكية، تقريرا عن ظهور المسلمين الأمريكيين البارز في الانتخابات النصفية، وقالت إنهم لم يعودوا على هامش السياسة في الولايات المتحدة.
وفي تقرير أعدته سانيا منصور، قالت إن انتخابات التجديد النصفي في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، كادت أن تؤدي لفوز أول سناتور مسلم، وهو الدكتور محمد أوز، عن الحزب الجمهوري. ولم يكن أوز محبوبا بين قطاعات واسعة من المسلمين الأمريكيين، وكان فوزه سيثير الجدل بينهم، إلا أن خسارته أمام المرشح الديمقراطي جون فيترمان في بنسلفانيا، غطت على الرقم القياسي للمجتمع المسلم البالغ عدده تقريبا 3.45 مليون شخص.
وفاز المسلمون الأمريكيون بـ83 مقعدا في المجالس المحلية والفدرالية، وذلك بحسب مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) وهي منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين، وأيضا منظمة “جيتباك” وهي غير ربحية تركز جهودها على التمثيل السياسي للمسلمين الأمريكيين. وشارك في الانتخابات النصفية حوالي 150 مسلما بمن فيهم 51 للمجالس التشريعية في 23 ولاية.
وجاء فوز المسلمين هذا العام، متفوقا على أرقام “كير” و”جيتباك” في عام 2020، وهو 71 مقعدا. وتقوم المنظمتان بتتبع بيانات مشاركة المسلمين خلال السنوات الست الماضية. وإلى جانب الشخصيات المهمة التي رشحت نفسها وفازت في مقاعد الكونغرس، هناك عدد كبير من المسلمين الذين فازوا لأول مرة في مجالس الولايات. فقد حصلت إلينوي على أول مسلمين أمريكيين يُنتخبان للجمعية العامة، وهما نبيل سيد (23 عاما)، وعبد الناصر رشيد (33 عاما) وقد فازا بمقاعد في مجلس الولاية. وأصبح سلمان بوجاني، وسليمان لالاني، أول مسلمين يدخلان مجلس ولاية تكساس التشريعي. وفي ولاية جورجيا، فازت الفلسطينية- الأمريكية رؤى رمان بمقعد في المجلس، كأول مسلمة تنتخب له. وانتخبت ولاية جورجيا أربعة مسلمين. ورشحت نبيلة إسلام، البنغلاديشية- المسلمة نفسها، لكنها خسرت في مجلس جورجيا عام 2020. بيد أنها أصبحت في الانتخابات النصفية الأسبوع الماضي، أول مسلمة من جنوب آسيا تنتخب لمجلس شيوخ ولاية جورجيا.
وقالت نبيلة إسلام: “قررت عدم اليأس، وأردت أن أحدث فرقا لمجتمعي على مستوى الولاية، وهناك الكثير من الأمور التي نريد العمل عليها بما فيها التسهيلات للنظام الصحي وحماية حقوق الإجهاض”.
وترى المجلة أن فوز المسلمين الأمريكيين مثل نبيلة إسلام، يسهم في وضع أساس خارطة طريقة للتمثيل الفدرالي الأوسع. ويقول محمد ميسوري، المدير التنفيذي لجيتباك: “مشرعو الولاية اليوم هم أعضاء الكونغرس غدا، وبالتأكيد هذا طريق”. مشيرا إلى كل من إلهان عمر ورشيدة طليب وكيث إليسون، الذين عملوا بداية في مجالس الولايات قبل انتخابهم للكونغرس. وقال: “لم يأتوا من الفراغ، فقد قضوا سنوات وهم يحاولون نيل ثقة المجتمع، وعندما قرروا الترشح للكونغرس، كان المجتمع يعرفهم”.
وتشير المجلة إلى أن معظم المسلمين اليوم يميلون لصالح الديمقراطيين، نظرا لدعم الجمهوريين سياسات أضرت بالمجتمع المسلم، بما في ذلك برامج واسعة للرقابة على المسلمين. وجاء المسلمون الأربعة الذين انتُخبوا للكونغرس من الحزب الديمقراطي مع أن بعض المسلمين متشكك به. وانعكس هذا في كل من ترشحوا لمناصب في المجالس المحلية والولايات، حيث عرّف معظمهم نفسه من خلال الحزب الديمقراطي كما يقول ميسوري.
وقالت زينب محمد (25 عاما) والتي صنعت التاريخ عندما انتُخبت لمقعد في مجلس ولاية مينسوتا: “سيكون لنا دور في تشكيل الميزانية -مليارات الدولارات لولايتنا واستخدامها لتحسين مجتمعنا”. وكانت زينب محمد، الصومالية الأصل، واحدة من ثلاث نساء سوداوات ينتخبن لمجلس مينسوتا، وكذا أول شابة مسلمة.
وأضافت: “عادة ما أفكر بحقيقة أن أشخاصا سيقولون مثلا: هل هذه لحظتك أو أنك صغيرة جدا أو أنك سوداء جدا أو مسلمة ظاهرة ترتدي الحجاب وستمشين في هذه الأروقة ولن يفهم الناس هذا. بالتأكيد لن يفهموا الآن، ولكنهم سيفهمون عندما أصل إلى هناك”.
 وقال روبرت ماكاو، مدير شؤون الحكومة في منظمة كير، إن المجتمع المسلم الأمريكي هو واحد من أكثر المجتمعات الدينية تنوعا: “المسلمون ليسوا فقط مسلمين، فهم عرب وأفارقة أمريكيون وجنوب آسيويين أو من أعراق أخرى، لإضافة تجربة متميزة لعملية صناعة القرار”.
ويلاحظ ميسوري من جيتباك، أن لدى بعض الأمريكيين فكرة خاطئة عن المرشحين المسلمين، وأنهم يهتمون فقط بالسياسة الخارجية “وهو جزء من الكلام عن أننا مختلفون ولسنا أمريكيين”. وقال إن المسلمين “يهتمون بقضايا معينة” تتعلق بالمجتمع، و”لكن من منظور العدالة لكل الشعوب”.
وتضيف المجلة أن التركيز على القضايا المحلية كان أساس اهتمامات المرشحين المسلمين في هذه الانتخابات للحصول على ثقة مناطقهم، وهذا لا يعني أنهم لا يهتمون بقضايا تهم المسلمين بشكل خاص. وتقول الفلسطينية الأمريكية رمان، التي انتخبت لمجلس ولاية جورجيا، إنها مهتمة بالمساواة في العناية الصحية وتمويل المدارس، ولكنها تتطلع للدفاع عن قضايا أخرى وتحديدا تلك التي تخص المجتمع المسلم، وتشير: “لا نريد قوانين معادية للمسلمين ومبطنة بشكل خفي كتلك التي تعرف بمكافحة الشريعة والتي تلاحق المسلمين وتفرض الرقابة عليهم، هذا غير مقبول، والعمل مع مراكز البحث التي تدعمها الأموال الغامضة غير مقبول أيضا”. وأضافت: “أن تكوني قادرة على قول هذا، ليس كمدافعة ولكن كعضو في الجمعية العامة لجورجيا، سيكون قويا، وستقول للناس إن لديك مكانا هنا وأن هذه الانتخابات ستشملك ويجب أن تشملك”.