الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تبدّل الموقف الأميركي من سوريا يؤخّر ولادة الحل في لبنان

تبدّل الموقف الأميركي من سوريا يؤخّر ولادة الحل في لبنان

18.03.2015
خليل فليحان



النهار
الثلاثاء 17-3-2015
صدم احد المسؤولين بازدواجية الموقف الاميركي من الازمة السورية، ولا سيما عندما اطلع على بيان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" جون برينان الذي اعلن موقفا جديدا من النظام السوري بقوله ان "الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، لان من شأن هذا الامر ان يخلي الساحة للجماعات الاسلامية المتطرفة ولا سيما تنظيم داعش".
ورأى ان هذا التغيير في التعامل الاميركي الجديد مع الازمة السورية يؤذي الوضع المعتل في لبنان لانه يطيل عمر الازمة وينعش الرئيس بشار الاسد الذي يرفض حلا سياسيا الا وفقا لما يريده، بابقاء سيطرته الكاملة على السلطة من دون اي تنازل، وانه كان على حق عندما تصدى بالقوة للمعارضة، وبالتالي فهو لا يأخذ في الاعتبار النتائج السلبية الهائلة، وعلى الاخص استضافة لبنان ما يقارب المليون وربع المليون لاجئ ما عدا الالاف الذين كانوا يقيمون قبل اندلاع الثورة واستمروا.
ولفت الى ان ثمة تناقضا هائلا في موقف هذا المسؤول الاميركي الذي لا يمكن ان نعتبره انه يغرد خارج سربه – نظرا الى موقعه في القرار السياسي والامني – لكنه يتناقض مع برنامج بلاده المتخذ بتسليح المعارضين السوريين المعتدلين الذين تدعمهم واشنطن لاسقاط النظام. وسأل هل يجمد هذا البرنامج ام يبقى على حاله قيد التنفيذ، يرافق بقاء النظام؟ واذا كان ذلك صحيحا الا يعني الامر ازدواجية في التعاطي؟ وكان وزير الخارجية جون كيري صرح أمس بانه "لا بد من التفاوض مع الرئيس بشار الاسد لانهاء الحرب في سوريا، وهذا يؤكد التغيير الاميركي حيال دمشق. وينطبق ذلك ايضا على ما يقوم به "التحالف الدولي" الذي تتزعمه اميركا لجهة توجيه ضربات جوية ضد "داعش" في العراق، وسوريا تستفيد قوات النظام من نتائجها، لكن الولايات المتحدة تؤكد ان الوضع في سوريا يستوجب اربع سنوات لاعادته الى حالته العادية، وهذا يعني ابقاء الحالة في لبنان متأزمة، ان من ناحية الوجود الكثيف للاجئين بفعل الولادات السنوية للاطفال، او تنامي الخلايا الارهابية في المخيمات، وقد تمكنت الاجهزة المختصة من تفكيك معظمها.
ولاحظ أن ما يدعو الى الاستغراب هو ان برينان لم يعبر فقط عن موقف بلاده، بل اكد نيابة عن دول كبرى، ان "لا احد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ضد داعش ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق".
وبدا ان عاملا آخر ينعكس سلباً على لبنان، وربما على تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هو ما تؤيده واشنطن وعواصم القرار الاخرى من حل لسوريا يتمثل في "حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر انحاء البلاد"، هو في الوقت الحاضر غير متوافر وما يقوم به ستيفان دو ميستورا الموفد الخاص للامين العام للامم المتحدة في حلب من محاولة حل جزئي لتأمين وقف اطلاق نار لم ير النور حتى الساعة.
وشكك في امكان عودة الامور الى طبيعتها في البلاد وربما الى انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور لان فريقا من القوى السياسية الفاعلة ينتظر انتهاء التفاوض حول الاتفاق النووي الايراني بين الدول 5الثلاثاء 17-3-20151 لجعل موقفه مرنا ومؤيدا لمرشح تسوية والعزوف عن مرشح تحد لا يزال هو سبب عدم اكتمال النصاب. وعزا ذلك الى معلومات متوافرة لديه ان واشنطن لا يمكنها تجاهل مطالب حلفائها العرب، وتحديداً دول الخليج، من تحويل ايران الى قوة متفوقة وجاذبة للدول من أجل الاستثمار.