الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تتميم الدور القطري؟

تتميم الدور القطري؟

28.06.2013
راجح الخوري

النهار
الجمعة 28-6-2013
الخطاب الذي ألقاه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اميراً جديداً لقطر بدا اشبه بصرخة اعتراض في مواجهة رياح السموم، التي تعصف في المنطقة والعالم الاسلامي الأوسع، وهو ما يوحي بأن هذه الدولة الصغيرة التي اعطاها الشيخ حمد بن خليفة ورئيس وزرائه الديناميكي حمد بن جاسم دوراً فاعلاً ومؤثراً على المستويين الاقليمي والدولي، تتحفز لمرحلة جديدة على قاعدة "ان تغيير شخص الأمير لا يعني ان التحديات قد تغيرت"، بما يفرض الحفاظ على روح المبادرة وحيوية الدور وجرأة الموقف، وهي التي طبقها الشيخان الحمدان ببراعة مثيرة فيها الكثير من الجسارة، مما خلق كثيراً من الجدل، بعدما اصبحت تلك الدولة الصغيرة قاطرة للعمل العربي، وخصوصاً في مرحلة التغيير الراهنة!
ليس خافياً ما يتأجج من ضغائن مدمرة في المنطقة العربية وعلى تخومها بعد صخب التدخلات الايرانية في الاقليم، وبروز الكراهية بين سنّة وشيعة وما خلفته وتخلفه من صراعات عنيفة، لهذا كان مهماً جداً تركيز الشيخ تميم على احترام التنوّع في المذاهب والديانات وعلى رفض تقسيم المجتمعات العربية على اساس طائفي ومذهبي، لأن هذا يمس بحصانتها الاجتماعية والاقتصادية ويعرقل تطورها وتحديثها على اسس قواعد المواطنة لا الدين او المذهب، اضف الى ذلك ان الانقسام الطائفي يشرّع الابواب امام التدخلات الخارجية ومآربها الضارة بلا ريب!
بعدما اشار الى ان والده "فارس ترجل في اوج عطائه"، حرص تميم على تأكيد تمسكه باستمرارية النهج على قاعدة "اننا شعب ومجتمع متماسك ولسنا حزباً"، بما يعني المحافظة على العلاقات مع الدول كافة واحترام التيارات السياسية الفاعلة من دون انحياز. لكن اذا كان من الطبيعي ان تشكل مصلحة قطر رأس الاولويات، فمن اللافت تأكيده ان "لا هوية من دون انتماء الى حلقات اوسع" وهو ما يرسخ اهمية مجلس التعاون الخليجي، الذي من ضمن اطره اعلن تميم التزام التعاون على المستوى العربي.
كثيرون من المحللين بنوا استنتاجات متسرعة على عدم تطرقه الى الازمة السورية، حيث تضطلع قطر بدور بارز في دعم الشعب السوري عسكرياً وسياسياً وديبلوماسياً، لكن تأكيده اولاً استمرارية النهج وثانياً ان "قطر تنحاز الى قضايا الشعوب العربية وتطلعاتها للعيش في حرية وكرامة بعيداً عن الاستبداد والفساد" يعني ان دعم المعارضة السورية سيستمر.
واذا كان والده قد اتخذ كثيراً من المبادرات حيال القضية الفلسطينية قادته الى جنوب لبنان والى غزة ودفعته الى تقديم اقتراحات عدة لإنقاذ القدس من التهويد، فقد حرص تميم على تأكيد التزامه التضامن مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه عبر سلام عادل وشامل على قاعدة الانسحاب الى حدود 1967 وقيام الدولة الفلسطينية.