الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفجيرات أربيل من المستفيد؟!

تفجيرات أربيل من المستفيد؟!

02.10.2013
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الثلاثاء 1/10/2013
أول الغيث قطر.. فإستهداف الإرهاب لـ»أربيل» عاصمة إقليم كردستان العراق يدل على أن هذه المنطقة كلها يجب أن تعلن حالة الإستنفار القصوى وأن تستعد كل دولها بدون إستثناء لمواجهة تنفيذ التهديدات المتلاحقة التي بقينا نسمعها منذ إنفجار الأزمة السورية قبل نحو عامين ونصف ويومها لم يكن هناك تنظيم «النصر» ولم تكن «دولة العراق وبلاد الشام الإسلامية» التي كانت قد صدرت إليها الأوامر بالإنتقال بعملياتها (الإرهابية) من بلاد الرافدين إلى سوريا.
قد تكون هناك تفسيرات كثيرة لأسباب ذهاب «دولة العراق وبلاد الشام الإسلامية» إلى أربيل وتنفيذ هذه العمليات الدموية التي نفذتها في منطقة معروفة ومنذ بدايات تسعينات القرن الماضي بأوضاعها الأمنية المستقرة لكن ما هو مؤكد أن هذه الجريمة المرفوضة والمستنكرة هي عبارة عن إحدى «شظايا» كل هذا العنف الذي يضرب سوريا وهي عبارة عن الترجمة الفعلية لما كنا سمعناه وسمعه أشقاؤنا الأعزاء في كردستان العراق من تهديدات قال مطلقوها أنهم سينثرون جمرهم بإتجاه كل دول هذه المنطقة القريبة والبعيدة.
لقد قدم الكُردْ في إقليم كردستان العراق بقيادة مسعود البارزاني، قبل أن يصبح رئيساً لهذا الإقليم وبعد ذلك، إنموذجاً فريداً من الهدوء والإستقرار والتنمية التي إقتربت من مستوى أفضل دول الخليج العربي ولهذا فإنَّ الإرهاب الذي إستهدف أربيل هو بالتأكيد موجهٌ إلى هذه التجربة الواعدة وأن هناك من يريد إغتيالها حتى لا تكون دلالة على أنَّ هذا الشعب يستحق أن ينعم بما تنعم به شعوب المنطقة في أن يقرر مصيره بنفسه وأن يقيم دولته القومية في المناطق التي يتواجد فيها وبدون أي إستثناء.
إن سبب هذا العمل الإجرامي ليس ما يجري في المناطق التي يتواجد فيها الأكراد في المناطق الشمالية-الشرقية السورية كما يتبادر إلى أذهان البعض بل هو هذه التجربة الرائعة في هذا الإقليم الكردي وهو أيضاً أن الذين «إخترعوا» «دولة العراق وبلاد الشام الإسلامية» يريدون أن تصبح بلاد الرافدين ساحة عنف وتفجير سيارات وقتل أبرياء واحدة ليتمكنوا من تمرير مؤامرتهم الخبيثة التي كانوا بدأوها مبكراً بدوافع طائفية ومذهبية قذرة.
وبصراحة إن من يعرف كردستان العراق ويعرف كم أنها غدت واحة أمن وإستقرار في محيط ملتهب تشتعل النيران في كل أركانه يستطيع الجزم بأنَّ الفاعل ليس مجهولاً وأن من كان هدد بأن شرر هذا الذي يجري في سوريا سوف يشمل المنطقة كلها هو الذي قام بهذا العمل الإجرامي الجبان وأن هذا العمل من عمل أجهزة مخابراتية أمتهنت التخريب والقتل وإمتهنت ترويع الأبرياء خدمة لـ»أجندات» باتت معروفة ومكشوفة.
وهنا فإنه لا بد من التذكير بالقاعدة المعروفة القائلة :»إذا أردت أن تعرف الفاعل فعليك أن تبحث عن المستفيد» وحقيقة أن المستفيد هو الذي هدد ومرات عدة بأن ما يجري في سوريا سينتقل إلى الدول المجاورة وأن المستفيد هو الذي يقف وراء كل هذه الجرائم البشعة التي تحدث في العراق وهو الذي لم يتمكن من فرض إرادته على قيادة كردستان العراق وفَشِلَ رغم محاولاته الدؤوبة ورغم ما لجأ إليه من تهديد ووعيد من تحويل هذا الإقليم، الذي حقق خلال فترة قصيرة إنجازات هائلة أهمها الإستقرار الأمني، إلى مجال حيوي للتعاطي العسكري مع الأزمة السورية التي حرصت القيادة البارزانية على النأي بنفسها وبشعبها وبإقليمها عنها!