الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفجيرات باريس أكبر داعم لنظام بشار!

تفجيرات باريس أكبر داعم لنظام بشار!

23.11.2015
عبد الله بن علي العليان



الشرق القطرية
الاحد 22/11/2015
ما جرى في الأسبوع المنصرم في العاصمة الفرنسية باريس، من قيام مجموعة من تنظيم داعش من قتل ما يزيد على مائة وعشرين شخصا من الفرنسيين الآمنين والأبرياء في المطاعم والمقاهي الباريسية، لهو أكبر داعم لنظام بشار الأسد، ومساندة لبقائه في الحكم وليس العكس، وإلا لماذا يذهبون لفرنسا، ويقتلون الأبرياء دون مبررات مقبولة، أو معقولة، ولا سبب قد يفسر. لهذا جاء هذا الاعتداء الآثم لأناس ليس لهم ذنب أو دور في السياسات التي تقررها حكومات هذه الدول الغربية، بل بالعكس فإن الحكومة الفرنسية، من الدول المتشددة في موضوع رحيل بشار الأسد من الحكم، وهذا ليس خافيا، بل هو معروف سياسيا وإعلاميا.. إلى جانب أن هذه الأفعال العدمية والعبثية، لا يقرها دين أو خلق، لأنها تخالف أبسط مبادئ القيم الإسلامية، وحتى في الحروب العدوانية التي تقوم بها دول أو أمم أخرى، في الإسلام لا يجوز الاعتداء على الآمنين، من غير المحاربين، وهذا معروف في الأدبيات الإسلامية، ومن كل المدارس الفقهية. والحقيقة أن الكثيرين في حيرة من هذه التوحش والانتقام من الأبرياء والآمنين، وهذا ما يبرز أن التطرف والإرهاب والغلو، أعمى البصر والبصيرة، وهذا ما سيعجل بنهايته، لأن الفعل نفسه مرعب وخطير على الاستقرار، وقد أصاب المسلمين أنفسهم، في المساجد والأماكن العامة في أكثر من بلد عربي، فالفكر التكفيري، هو ضد الجميع، لمجرد أنهم يختلفون عنه فكريا، لكن هذا الفعل مساند للنظام السوري، ومع أنهم يدعون أنهم يقاتلون لإسقاط النظام السوري، لكن هذا العمل الذي جرى في فرنسا، يدعم هذا النظام الذين يدعون أنهم يريدون إسقاطه! فهذه الأفعال هنا وهناك قتلا وتفجيراً، تجعل الجميع يقف وقفة موحدة لقتالهم، وليس السعي لإسقاط نظام بشار! وهذه للأسف نتاج الفكر التكفيري الذي يؤسس للقتل والتفجير وإشاعة الرعب دون هدف، وهذا ليس من الإسلام قتل الآمنين، وسوف تسبب للمسلمين في الغرب وغير الغرب، الكثير من المتاعب والمشاكل، وربما أشياء أخرى، قد تخلق للمسلمين في دول كثيرة المطاردة والتقليص من أنشطتهم الخيرية للكثير من الأسر التي تحتاج للمساعدة في كثير من دول العالم، وما أخفي ربما سيكون أعظم! إن التكفيريين – في الغالب – ينظرون إلى الآخر بمنظار قاتم، وعدسة سوداء يتحكم بها سوء الظن، ولهذا فإن الآخر عندهم أسود قاتم باستمرار، لا يملك من الحق شيئاً وليس عند نقطة ضوء أو إثارة من هدى، ولو أنهم شاهدوا إنساناً مسلماً على غير مذهبهم يؤدي فعلا عبادياً معيناً له محمل صحيح ومقبول في دين الله، وله أيضاً محمل فاسد فإنهم يسارعون إلى توجيه الاتهام إليه وحمله على المحمل الفاسد، فيكفرونه ويرمونه بالشرك أو الإلحاد، وإذا رأوه يقوم بعمل يحتمل الحلية ويحتمل الحرمة – كمن يتناول الطعام أو الماء في شهر رمضان ويحتمل أن يكون متعمداً للإفطار أو معذوراً في ذلك لمرض أو سفر – فإنهم يحملونه على الأسوأ ويحكمون بعصيانه وفسقه، ولا شك أن هذا التكفير والتطرف والعنف يحتاج إلى تحرك كبير على كل المستويات، لأن الحلول العسكرية والأمنية، لم تستطع القضاء عليه، فهناك ربما أسباب سياسية واجتماعية وفكرية تقود لهذا التطرف، ولذلك لابد أن تكون الحلول والمواجهة لهذا الفكر المتطرف متوازية مع بعض، فالكثير من الأنظمة أسهمت في تمدده بسياساتها القمعية والإقصائية. والتطرف والتكفير يقتات على هذه الأوضاع، ويستفيد من حشد الأنصار والأتباع بسبب بعض الأخطاء، ولهذا نلاحظ أن التطرف والغلو يزداد، ويتوسع، لذلك لابد من المواجهة السياسية والفكرية، والبحث عن الأسباب العميقة لهذه الظاهرة الخطيرة، والحلول العسكرية، تكون مؤقتة كما برز في السنوات الماضية، وليست حاسمة في القضاء عليه.