الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفجيرات باريس.. هل نفذ الحسون ونظامه تهديداتهم؟

تفجيرات باريس.. هل نفذ الحسون ونظامه تهديداتهم؟

17.11.2015
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الاثنين 16/11/2015
قبل حوالي أربع سنوات، وردا على موقف الحكومة الفرنسية من الثورة السورية ومطالبتها الأسد بالتنحي؛ لإفساح المجال أمام الحلول السلمية. خرج مفتي النظام الشيخ أحمد الحسون على وسائل الإعلام، مهددا فرنسا ودول أوروبا بأن نظامه سيرسل انتحاريين؛ لتفجير أنفسهم في فرنسا والدول الأوروبية المؤيدة لحقوق الشعب السوري.
ومن يعرف طبيعة النظام السوري يلزم ألا يأخذ تلك التصريحات من باب النفاق السياسي، أو التزلف للسلطة، بقدر ما يجب أن يفسر هذا التهديد وظيفة المفتي في نظام يقوم بكليته على توظيف كل الأوراق بما فيها الديني لخدمة مصالحه وأطماعه، وهو الذي دأب على تلقف وجمع كل معارضات الأرض ومن كل الأطياف في عاصمة بلاده، لتوظيفها كأوراق ضغط على الآخرين متى ما دعت الحاجة لاستخدامها، وليس أدل على ذلك من قدرة النظام على جمع الشتيتين، عندما استضاف جماعة أحمد جبريل إلى جانب حماس والجهاد الإسلامي قبل أن يطرد الأخيرة عندما لم تصطف إلى جانب نظامه.
هذا النظام الذي يقوم في تركيبته على عنصر المكيدة، بما يدفع حتى بعض قياداته للجوء للانتحار تحت وطأة الضغوط النفسية نتيجة الدسائس التي يتقن أداءها، هو ذات النظام الذي أوهم العالم بأنه يعتقل الإرهابيين في حين أنه كان في واقع الأمر يستضيفهم ويؤويهم كما حدث مع عناصر فتح الإسلام، ليقوم بالتالي بتوظيفهم متى احتاج لخدماتهم في سياق مكائده التي لا تنتهي.
ومن هنا، يجب ألا تغيب تهديدات مفتي النظام الحسون عن أحداث فرنسا، خاصة بعدما وجد نظام الأسد مع حليفه الإيراني -ومنذ بداية الأزمة السورية- ضالتهم في التلويح بورقة الإرهاب لإقناع الغرب بالوقوف إلى جانبهم؛ للحفاظ على تماسك النظام، ومنعه من الانهيار تحت ضربات المقاومة، حيث ادعى أنه يقاتل فصائل إرهابية مسلحة منذ اليوم الأول حينما كان حمزة الخطيب وأقرانه من الأطفال يكتبون شعارات الثورة على الجدران، وقبل أن تطلق الثورة أي رصاصة، مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإرهاب كله هو من صنيعة هذا النظام وحلفائه، الذين ظلوا يلوحون براية الإرهاب إلى أن تداعت كل عناصر الإرهاب إليهم ليرسلوا باتجاهها -من باب التقية- في كل مرة رصاصة، في الوقت الذي يرسلون فيه مئات البراميل المتفجرة لشعبهم الأعزل، وهذا ما يجعل المملكة ومن يقف معها يصرون على ضرورة إبعاد الأسد عن أي تسوية؛ لأنه لب المشكلة وأساسها، وقطعا لن يكون بهذه الصفة جزءا من الحل.
بقي أن نكرر أنه من الضروري جدا بعد تفجيرات العاصمة الفرنسية ألا تغيب تصريحات الحسون عن أجندة التحقيق، فقد تقود تلك التصريحات إلى الخيط الخفي في هذه الهجمة الإرهابية، والذي ينتهي برأس النظام، فيما لا يزال البعض يتجاهله أو يعرض عنه لأسباب أو أخرى!.