الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفجير الضاحية: استدراج الإرهاب!

تفجير الضاحية: استدراج الإرهاب!

11.07.2013
علي حماده

النهار
الخميس 11-7-2013
تفجير الضاحية عمل ارهابي حتى لو قام به فصيل من فصائل الثورة السورية التي نؤيد. تماما مثل اعمال "حزب الله" التي نعتبرها ارهابا في سوريا وعلى السوريين في ارضهم حتى لو كان الحزب المذكور لبنانيا. فلا هوية للارهاب. وما شهدته الضاحية الجنوبية بمدنييها الابرياء الذين اصيبوا في تفجير بئر العبد هو ارهاب ردا على ارهاب ما كان لهم فيه دور ولا قول. فالامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي اعلن التورط رسميا في الدماء السورية، انما اعلن في الوقت عينه عن فتح ابواب الرد عليه في قلب المناطق الخاضعة لسيطرته. فالقتال في سوريا ضد سوريين ثائرين على قاتل اطفال كبشار الاسد له ثمن، وقد سبق ان حذرنا مرارا وتكرارا هنا في هذه الزاوية من ان سلوك "حزب الله" ودوره السيئ في سوريا سوف يرتدان يوما ما ارهابا مضادا. وما حصل البارحة، بصرف نظر على اتهامات "تكفيريي" الضاحية الموجهة هنا وهناك، هو ارهاب مرفوض منا جميعا، لكنه ارهاب يأتي ردا على ارهاب "حزب الله".
نحن لا نتحدث هنا عن اعمال "حزب الله" وسلوكياته في الداخل من اغتيالات لرؤساء حكومات ونواب وصحافيين ورجال امن كبار، بل نحصر كلامنا بقرار التورط في الدماء السورية الذي فتح عليهم كما سبق ان قلنا ابواب جهنم، ولم تقفل بعد. لقد فُتحت أبواب لن تقفل بسهولة. عرفتم متى تتورطون، ولن تعرفوا متى تفلتون من نتائج اعمالكم وغطرستكم. فلكل تصرف ثمن، واللعب بدماء الناس ثمنه باهظ جدا، ولا سيما مع الشعب السوري الذي اثبت انه بمقاومته اكثر الانظمة دموية واجراما في تاريخ المنطقة، لن يوقفه غرور ميليشيا منتفخة توهمت ذات يوم انها قوة عظمى لا تقهر.
في مطلق الاحوال نحن ننادي منذ شهور طويلة بأن يعود "حزب الله" الى رشده فيجنبنا في لبنان الكثير من المساوئ والسيئات. ان يتعقلن في سوريا، والاهم ان يتعقلن في لبنان مع اللبنانيين. وألا يتوهم ان الاستقلاليين سيستسلمون لحكم الارهاب الذي يمارسه في الداخل. كما نجدد نداءنا لأهلنا اللبنانيين الشيعة، الذين تحت غطاء تمثيلهم يتم استدراجهم الى مدارك خطرة للغاية في لبنان وخارجه.
ان ما حصل في الضاحية من تفجير عمل ارهابي واعتباره كذلك لا يلغي مسؤولية من تورطوا في الدم السوري كما سبق ان تورطوا في اللبناني خلال الاعوام القليلة الماضية. ان الدم يجرّ الدم.
واذ كان علينا ان نحدد المسؤوليات برصانة وموضوعية لقلنا ان ثمة جهتين مسؤولتين: الجهة المعتدية والجهة التي استدرجت الارهاب. وكل ما نتمناه ألا نفيق يوما على نبأ تفجير آخر اكثر فتكا. فقط نقول: حمى الله لبنان من جنون البعض!