الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تفجير بيروت.. ثقافة الانتقام

تفجير بيروت.. ثقافة الانتقام

21.11.2013
اليوم السعودية


الاربعاء 20-11-2013
العنف لا يولد إلا العنف، والإرهاب لا يولد إلا الإرهاب، والتصرفات الحمقاء دائماً تنتهي إلى نتائج مؤلمة ومروعة.
هذا ما يمكن تفسيره من الهجوم الانتحاري، الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت يوم أمس، فالعاصمة اللبنانية كانت تعيش في أجواء متوترة، لكنها آمنة، قبل التدخل السافر للدولة الإيرانية وجماعاتها الإرهابية، مثل: حزب الله، والمليشيات العراقية الإيرانية.
وبعد أن قررت طهران الزج بمليشيات حزب الله في معركة الأسد مع شعبه، كان متوقعاً ألا يترك السوريون ميلشيات حزب الله تقتلهم وأطفالهم وتدمر بلادهم دون أي رد. لهذا فإن ما تعرضت له السفارة الإيرانية في بيروت لا يمكن أن يخرج من دائرة ثقافة الانتقام الإرهابية، التي يمارسها حزب الله وميلشيات إيران في سوريا والعراق. ويبدو أن الحزب يعلم أنه يقامر في لبنان وسلامه وأمنه حينما قرر الاستجابة لرغبة طهران بتورطه علناً في الحرب الإيرانية ضد السوريين.
ولا يبدو تواجد أية إمكانية لتجنيب لبنان المزيد من الهجمات الإرهابية التي يدينها الجميع، إلا أن يقتنع حزب الله بأنه قد ارتكب خطأ فادحاً بعصيان مبدأ حياد لبنان، وضلوعه بالحرب في سوريا، وأنه يقامر بسلام كل لبنان، وزاد من الأمر سوءاً أن حزب الله وأمينه يفاخران بقتل الأطفال في سوريا، ويصوران تدخلهما في سوريا نزهة وطلباً للجنة. ولكن نتيجة هذا التدخل الأحمق الأعمى كانت واضحة لكل بصيرة، هي توارد الجنائز اللبنانية من سوريا، وعمل آلة التفجير الإرهابية العمياء في لبنان.
وإذا كان لا أحد ولا أي ضمير يجيز التفجيرات الإرهابية الانتقامية في أي مكان في العالم، فإنه لا أحد أيضاً ولا أي ضمير يجيز تصرفات حزب الله وميلشيات إيران الأخرى وجرائمها في سوريا. ولا بد أن التفجيرات في لبنان هي فواتير يدفعها لبنان واللبنانيين نتيجة لممارسات الحزب وتصرفاته المتغطرسة وأخطائه الفادحة التي لم تساهم في إنقاذ الأسد، وإنما حولت سوريا حلبة معارك طائفية، وميداناً لكل أنواع الكره والجراح والموت.
وكان يمكن لحزب الله ومن ورائه طهران أن يجتهدا في إيجاد حل سلمي للأزمة السورية دون أن يفتحا أنهار الدم، وكان يمكنهما أن ينقذا ماء وجه الأسد، بدلاً من إغراق سوريا بالدم وجعل الأزمة في سوريا معركة بقاء بين السوريين ونظام الأسد، وتحويلها إلى كرة من لهب تشعل سوريا وربما لبنان أيضاً.