الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تحالف المنقسمين

تحالف المنقسمين

08.11.2014
تسفي بارئيل


القدس العربي
هآرتس 5/11/2014
صحف عبرية
الخميس 6-11-2014
الولايات المتحدة تركز أكثر مما ينبغي على كوباني ولا توجه ما يكفي من الانتباه الى اماكن اخرى"، هكذا اتهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في حديث مع الصحافيين. كما كشف النقاب ايضا عن أن جزءا من السلاح الذي انزل من الطائرات الى قوات الثوار في المدينة الكردية السورية – التي تقع على الحدود مع تركيا – سقط في أيدي "الدولة الاسلامية"، وقسم آخر في أيدي "حزب الاتحاد الكردي"، وهما يعملان مع حزب العمال الكردي الذي يعتبر منظمة ارهابية.
اردوغان الذي يخشى من سيطرة الدولة الاسلامية على حلب، يدفع نحو اقامة منطقة حظر طيران في الاراضي السورية، لمنع الجيش السوري من منح اسناد جوي لقوات الدولة الاسلامية التي تعمل في المنطقة. وثمة للتخوف التركي أساس حقيقي. فاذا ما نجح التنظيم المتطرف، الذي بدأ يوحد القوات مع جبهة النظرة، بالسيطرة على حلب التي لا تبعد سوى نحو 60كم عن تركيا، فمن شأن نحو مليون ونصف لاجيء آخر أن يفروا الى تركيا.
ليست تركيا وحدها هي التي ترى في المعركة على كوباني موضوعا ثانونيا بالنسبة للمعركة الاساسية في سوريا. فقيادة الجيش السوري الحر التي طلب منها ارسال قوات مساعدة لكوباني، أوضحت بانها لن تبعث بقوات اخرى لانها تحتاج الى جنودها كي تقاتل ضد الدولة الاسلامية وضد النظام السوري في حلب. وليس هذا هو السبب الوحيد لتحفظ الجيش الحر. فقبل يومين تبين أن نحو 20 من بين نحو 50 مقاتلا عملوا في كوباني خرجوا من المدينة وانتقلوا الى تركيا، لان القوة الكردية التي وصلت من كردستان لمساعدة المقاتلين في كوباني لم توافق على ان تقتسم معهم السلاح الذي أنزلته القوات الدولية.
ويخشى حزب الاتحاد الكردي، الذي تقاتل قواته منذ اسابيع طويلة ضد الدولة الاسلامية، من أن تسيطر قوات رئيس الاقليم الكردي، مسعود برزاني على المدينة ومحيطها وسحب البساط من تحت أقدامه. وروت محافل أمنية تركية بأن اتفق في البداية على أن يدخل الفا مقاتل من البشمركة الى كوباني، ولكن القيادة الكردية المحلية طلبت انزال العدد الى 1.500، وبعد ذلك الى 1.350 وفي النهاية لم يتفق الا على السماح بدخول 150 مقاتل فقط.
ان مسابقات شد الحبل التي تجري الان في كوباني بين تركيا والجيش السوري الحر من جهة، وبين القوات الكردية، التي هي في واقع الامر منقسمة بخصوماتها، تدل على الصعوبة الهائلة التي تشكلها المعركة ضد الدولة الاسلامية.
فبعد أن فر أغلبية سكان كوباني الـ 150 الف الى تركيا، لم تعد الحرب في المدينة معركة اخرى لانقاذ حياة الناس، بل حرب مكانة للسيطرة على المدينة التي تعتبر أهميتها الاستراتيجية موضع شك. يبدو أن الحرب في كوباني اصبحت اختبارا للتصميم – ولكن ليس للنجاعة – للقوات متعددة الجنسيات في مواجهة الدولة الاسلامية. فالخصومات الداخلية والخلافات بين القوات التي تساعد المقاتلين في كوباني توضح ليس فقط اخفاقات الاستراتيجية الجوية التي تقودها الولايات المتحدة بل تخدم جدا قوات الدولة الاسلامية التي تواصل تثبيت نفسها في المناطق التي احتلتها حتى الان.
ومئات الغارات الجوية التي قامت بها أسلحة الجو التابعة للولايات المتحدة، كندا، فرنسا، السعودية واتحاد الامارات لا يمكنها أن تحل محل الحاجة الى حرب برية واسعة النطاق. ولكن من أجل هذا مطلوب التعاون بين الجيش العراقي، قوات الثوار السوريين، او الجيش السوري – القبائل السنية في العراق، والتي يقاتل بعضها بالفعل ضد الدولة الاسلامية، والقوات الكردية. لا توجد في هذا الوقت أي قوة سياسية أو عسكرية يمكنها أن تحدث التعاون بين هذه القوات التي كل واحدة منها تمسك بعناق الاخرى. يحتمل أن بعد وقت غير بعيد سيتبين بانه مثلما في أفغانستان، في العراق وفي سوريا ايضا ستكون ضرورة للاعتياد على أن الدولة الاسلامية هي هنا كي تبقى.