الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تحالف جديد على الساحة السورية

تحالف جديد على الساحة السورية

19.12.2013
سميح المعايطة


الرأي الاردنية
الاربعاء 18/12/2013
عاملان مهمان دخلا على الملف السوري خلال الفترة الأخيرة أولهما الارتياح لدى الإدارة الأمريكية وإسرائيل نتيجة دخول السلاح الكيماوي إلى الحظيرة الدولية لتدميره، وهو ارتياح عززه الاتفاق الغربي مع إيران والذي لا يقلل من قيمته التململ الإسرائيلي الشكلي.
والأمر الآخر القناعة الدولية بأن بناء معارضة مسلحة معتدلة في الميدان السوري محاولة فشلت رغم كل الجهود الميدانية والإعلامية وبالتالي فان الجميع أصبح على قناعة بأن سوريا اليوم المركز العالمي لكل تشكيلات القاعدة ومعسكر التشدد، وكل من يريد حمل السلاح من هذا التيار جرى تسهيل أموره لدخول سوريا وتقديم كل الدعم له من الحدود التركية، فضلاً عن عمليات التسلل من دول أخرى رغما عنها.
اليوم تحولت حكاية جبهة النصرة وبقية التنظيمات التي من ذات الفكر إلى الملف الأكثر أهمية  للمجتمع الدولي سواء من أعداء النظام السوري أو أصدقائه، وكل هؤلاء لم يعودوا معنيين اليوم بإسقاط النظام وبخاصة بعد أن سجل نجاحات عسكرية ميدانية كبيرة، ولهذا فالجميع اليوم معسكر واحد هدفه اغتنام الفرصة بوجود التجمع غير المسبوق لمقاتلي تشكيلات القاعدة وأخواتها وتوجيه ضربة قوية للتنظيم ليس من خلال قوات أمريكية وأطلسية كما كان الجيش السوري ومقاتلو حزب الله.
اليوم لن تدفع الدول الكبرى أي ثمن عسكري لهذه المعركة، وكل ما هو مطلوب إعطاء النظام السوري نوعاً من الأمان السياسي، وهذا يتضمن الضغط على الدول الإقليمية الأكثر حماساً واندفاعاً لإسقاط النظام وإدخال السلاح والمقاتلين، ويعني أيضاً أن يكون الحل السياسي هو الطريق الشرعي والوحيد لحل الأزمة السورية، وهذا الطريق ليس من المفترض أن يصل إلى بر الأمان في جنيف ( 2)، فقد يحتاج الأمر إلى نسخ أخرى من مؤتمر جنيف، لكن المسار الذي يجري العمل به هو تحالف دول بمشاركة بل بقيادة النظام السوري لاغتنام الفرصة والقضاء على العدد الأكبر من مقاتلي فكر القاعدة.
الدول الكبرى لن تهدر الفرصة، لأنها لا تريد لأي مقاتل أن يعود من سوريا إلى البلد التي جاء منها، فبعد حرب أفغانستان ظهرت قضية " الأفغان العرب "، لكن الحال اليوم مختلف فهناك " الأفغان الألمان " والفرنسيون والروس ...، وهم بأعداد كبيرة خرجت من تلك الدول وستعود لها بغض النظر عن نهايات الأزمة السورية.
الأردن من أوائل الدول التي تحدثت للعالم عن ملف التطرف وتشكيلاته على أرض سوريا في وقت كانت دول كثيرة تفتح كل الأبواب لهم تحت الرغبة في إسقاط النظام السوري سريعاً، واليوم يظهر توافق دولي على التحالف مع النظام السوري لإسقاط أي احتمال لتحويل سوريا إلى بؤرة تمركز للقاعدة تنضم إلى قاعدة العراق وغيرها في خارطة التطرف في المنطقة.
ليس غريبا أن نشهد تعاوناً وتنسيقاً أمنياً بين النظام السوري ومنظومة الدول الغربية وبعض دول الإقليم، لأن كل دولة تريد أن تجمع كل معلومة عن مواطنيها، وتريد أيضاً أن تطمئن إلى أنهم لن يشكلوا تهديداً مستقبلياً لأمنها، وقد يكون هذا التعاون محدداً مهماً من محددات نتائج مسار الحل السياسي للأزمة السورية.