الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تحذير إنساني

تحذير إنساني

19.04.2013
رأي البيان

البيان
الجمعة 19/4/2013
حينما يدق قادة خمس وكالات إنسانية، هم مسؤولة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أرتاران كوزان.
والمفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة أنطوني ليك، والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت شان، ناقوس الخطر بشأن خطورة الوضع الإنساني في سوريا، فهذا يعني أن الأمور وصلت إلى درجة لم يعد معها السكوت ممكناً.
القتال المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا، والذي لا يبدو أن له نهاية قريبة تضع حداً لعذابات السوريين، وصل إلى مراحل خطيرة من الناحية الإنسانية، مع استمرار القصف والاقتحامات وتصاعدها في غير منطقة. هذا القتال، أدى إلى فرار مليون سوري إلى دول الجوار، فضلاً عن نزوح خمسة ملايين في الداخل، ما لبث الكثير منهم أن هربوا مجدداً حينما انتقل القصف والقتال إلى منطقة النزوح الأولى.
وإن أضفنا الأعباء المادية والاجتماعية التي يمكن أن تشكلها مثل هذه الأرقام على دول تحمل هي بذاتها وضعاً اقتصادياً وسياسياً حساساً، فإن الناظر إلى الملف الإنساني في سوريا لا يمكن إلا أن يطرح أكثر من إشارة استفهام بشأن الجهود الدولية لتدارك تلك الأزمة، ويطلق إنذاراً من كارثة محدقة ليس بسوريا فحسب، بل بالمنطقة ككل.
الإنذار الأممي الإنساني كان في محله لأنه لا جديد على صعيد التحركات الدولية المركزة أكثر فأكثر في تفاصيل سراديب السياسة من دون أن تعطي اهتماماً واضحاً وعملياً على الأرض في الملف الإنساني، يتلمسه السوريون سواء في الداخل أو دول اللجوء.
فحتى لو توصل الفرقاء في سوريا إلى حل سياسي، فكيف سيكون بالإمكان استيعاب المليون لاجئ الذين لا شك سيعود معظمهم إلى البلاد فور انتهاء القتال، ليجدوا أن منازلهم تهدمت وأنهم بقوا من دون مأوى، ما يعني الحاجة الحقيقية إلى خطة طوارئ فعالة، وإلا فإن المستقبل سيكون قاتماً من الناحية الاجتماعية على السوريين، فيبقون في دوامة لن يخرجوا منها إلا بعد خراب مالطا.