الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تحويل الثورة لصراع إقليمي وعالمي !

تحويل الثورة لصراع إقليمي وعالمي !

05.05.2013
صدقة يحي فاضل

عكاظ
الاحد 5/5/2013
تتجسد العلاقات الصراعية الدولية الراهنة بالمنطقة العربية الملتهبة في الأزمة السياسية السورية الحالية، والتي تحولت إلى مأساة سورية عربية دامية بسبب ما يحيط بها من تدخلات إقليمية وعالمية، تزيد طين المأساة بلة، وتقودها إلى طريق مسدود، يصعب حلحلتها، بما يخدم المصلحة العامة السورية، ويريح الشعب العربي السوري من سفك دمائه، وتدمير بلاده.
فكما هو معروف، تعاني سورية منذ استقلالها من استحكام قلة قليلة من شعبها، واستيلائهم على السلطة فيها، والحكم بما يخدم مصالح تلك القلة، وعلى حساب حرية وكرامة ومصالح غالبية الشعب السوري. وقد تضاعف ضرر الاستبداد السياسي في سورية منذ حوالي أربعة عقود، إثر استيلاء حافظ الأسد على السلطة في دمشق، ثم توريثه السلطة لابنه بشار، مكرسا نظاما فئويا دمويا غاشما ومدمرا.
هذا الاستبداد (الطائفي) المهين أدى ــ بالضرورة ــ لتذمر واستياء الشعب السوري، ومن ثم ثورته، فشمر النظام الأسدي ومؤيدوه عن سواعدهم، ووجهوا آلة القتل والتدمير لديهم، والمتمثلة في الجيش الطائفي الذي أسسوه، لقتل أبناء الشعب الثائرين، والمعارضين لنظام الأسد، والمطالبين برحيله. في البدء، كان صراعا بين شعب أعزل يطالب ــ سلما ــ بحقه في اختيار حكومته، ونظام مستبد جثم على صدور السوريين طويلا، وسامهم سوء العذاب، وأضعف وأنهك بلادهم، ولكن سرعان ما تحول ذلك الحدث إلى صراع سوري ــ إقليمي عندما تدخلت قوى إقليمية لجانب النظام (إيران وغيرها) وقوى إقليمية أخرى لصالح المعارضة التي باتت تتجسد في «الائتلاف الوطني»، وما يعرف بـ«الجيش الحر». ثم سرعان ما دخلت قوى عالمية لساحة هذا الصراع بعضها مع النظام الأسدي (روسيا، الصين) وأخرى لجانب المعارضة (أمريكا وحلف الناتو) فتحول ذلك الصراع، الذي بدأ في مدينة «درعا» السورية إلى صراع سوري ــ إقليمي ــ عالمي. وهنا تكمن مضاعفات المأساة.