الرئيسة \  تقارير  \  تداعيات الحرب على الطفولة السورية

تداعيات الحرب على الطفولة السورية

19.11.2015
داريا الحسين



خاص لاتحاد الديمقراطيين السوريين – اعداد: داريا الحسين
نالت الطفولة القدر الأكبر من المأساة والاضطرابات النفسية بسبب استمرار الحرب الدائرة في سوريا التي شهدت حرب دموية يقودها النظام ضد شعبه فتأتي بآثارها الوخيمة أيضا على الأطفال.
وارتكب نظام الأسد أكبر جريمة في تاريخ الإنسانية بحق الطفولة بالقتل، والاعتقال، والتشريد، والتتيم، والتجهيل، وحق الحياة كما يعيش باقي أطفال العالم.
الامراض النفسية التي خلفتها الحرب:
فمن أهم الحالات التي يتعرض لها الأطفال السوريين: التشرد، اليتم والفواجع، المشاهد العنيفة، الإرغام على ارتكاب أعمال عنف، والفوبيا المزمنة من الطائرات والعساكر.
وفي بعض الأحيان يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو العدوانية أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد.
تقول والدة الطفل علي الذي يبلغ من العمر 9 سنوات: “بعد أن شاهد ابني علي أشلاء صديقه في المدرسة إلى طفل عدواني يتعامل مع الجميع بشراسة بشكل غير إرادي يرغب بقتل الجميع وضربهم بقوة وعنف فأصبحت أخاف عليه من ان يأذي أحد من أصدقائه لشدة عنفه”.
الاضطراب ما بعد الصدمة:
ويحذر مختصون نفسيون واجتماعيون من خطورة تداعيات الحرب بعيدة المدى على أوضاع الأطفال النفسية والاجتماعية والصحية والفكرية والتعليمية.
وعبر المختصون عن خشيتهم من امتداد الآثار النفسية التي خلفتها الحرب في سوريا على نفوس الأطفال والكبار عدة أعوام قادمة.
ابدى المختص النفسي أسعد الحلبي تخوفه العميق من انعكاس الآثار النفسية المتكدسة على سكان سوريا وأطفالهم على مستقبل أجيالهم القادمة، محذراً من التوابع المستقبلية للآثار النفسية، وعبر عن خوفه مما ستحدثه من تأثير على نسيج المجتمع قد يؤدي إلى سلب الأطفال القدرة على التكيف والتأقلم مع أقرانهم في المجتمع، إلى جانب إضعاف القدرة الإنتاجية للمجتمع.
فاطمة، طفلة سورية تبلغ من العمر 11 عاماً تقول:” أنا أكره الأطفال لأن لديهم عائلة، فأنا لن أنسى أن طائرات بشار قصفت بيتنا ومات أبي وأمي وإخوتي، أنا أكرهكم جميعاً”.
كيفية العلاج:
- توفير أجواء الأمان للأطفال وإعادة ترسيخ الشعور بالأمن والحماية من خلال تأمينهم بمكان أمن بعيداً قدر الإمكان عن مكان الخطر وتهدئتهم وطمأنتهم.
- تشجيعهم على مواصلة الأنشطة الاعتيادية اليومية وخلق البدائل لها أن لم يتمكن من ممارستها.
- مساعدتهم في فهم انطباعاتهم وردود أفعالهم اتجاه المواقف والخبرات الصادمة.
- التحدث مع الطفل عن الأوضاع التي تخيفه.
- توجيه انتباه الطفل الخائف إلى الأطفال الأخريين اللذين يتعاملون مع أحداث الصدمة بدون خوف من خلال سرد قصص عن الأطفال في أوضاع متشابهة وكيف تم التغلب على خوفهم.
- إشراك الطفل في أنشطة بدنية وألعاب وأغاني وتأليف قصص وورشات الرسم من أجل توفير مجال للتخفيف من حدة التوتر والضغط النفسي لديهم.
- تكليف الطفل بأعمال ومهام صغيرة لتقوية إحساسه بالكفاءة والثقة بالنفس.
- تقديم الإرشاد النفسي للطفل والأسرة حول مفهوم الصدمة وأعراضها وكيفية التعامل معها.
- تقديم العلاج النفسي للطفل المعرض للصدمة.
- الطفل بحاجة للشعور بحب وحنان من حوله وخاصة المقربين منه وأي محاولة لعلاج المشكلة بشكل ظاهري دون الجوهر ستكون مصيرها الفشل وتزداد حالة الطفل سوء.
- العلاج الفعال للخروج بالطفل من هذه الحالة هو إعطائه الحب بأمانة وسخاء وأشعاره بأنه موضع التقدير والقبول وإتاحة الفرصة له لكي يكون آمناً وسعيداً وتشجيعه للعب وممارسة هواياته المفضلة.
ولايزال النظام يقتل ويفتك بعنف وبدون أي رحمة فالأطفال تموت يوميا وبشكل متتالي ومن كافة الأعمار والأجناس فالطفل الذي لم يستشهد قد أصيب بخوف يصطحبه في كافة دربه ليدمر عقله ومستقبله.