الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تداعيات داعش على العالم العربي

تداعيات داعش على العالم العربي

03.07.2014
سمير الحجاوي



الشرق القطرية
الاربعاء 2/7/2014
مع إعلان قيادة ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" والمعروفة إعلاميا باسم "داعش" قيام "الخلافة الإسلامية" وإلغاء اسم التنظيم إلى "الدولة الإسلامية" فقط ومبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي بالخلافة، وتنصيبه "خليفة"، يدخل العراق والمنطقة والعالم العربي مرحلة جديدة وكبيرة، يمكن اعتبارها "التطور الأهم في الجهاد الدولي منذ هجمات سبتمبر2011" كما قال محللون أمريكيون.
هذه المرحلة الجديدة دشنها المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني مساء الأحد الماضي بإعلانه " قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان"، وتابع "هاهي راية الدولة الإسلامية، راية التوحيد عالية خفاقة مرفرفة تضرب بظلالها من حلب إلى ديالى، وقد كسرت الصلبان وهدمت القبور، وقد عين الولاة وكلف القضاة، وأقيمت المحاكم، ولم يبق إلا أمر واحد، حلم يعيش في أعماق كل مسلم، أمل يرفرف له كل مجاهد ألا وهو الخلافة".
هذه القوة الجديدة على الساحة العراقية والسورية غامضة ومبهمة وهلامية، فلأول مرة نحن أمام تنظيم "مخابراتي- جهادي"، لأن العديد من أجهزة المخابرات العربية والإقليمية والدولية أسهمت بإنشاء هذا التكوين وتقويته، كل جهاز لأسباب خاصة، إلا أن الهدف المشترك الذي يجمع بين كل هذه الجهات هو اختراق القاعدة والفكر الجهادي، ويمكن تلخيص هذه الأهداف بالتالي:
1- تحطيم القاعدة من الداخل عبر خلق بديل وصناعة اقتتال داخلي
2- شرذمة القوى المجاهدة كما حدث مع جبهة النصرة والفصائل الأخرى
3- تغذية الصراع الطائفي والديني في المنطقة عبر استفزاز الشيعة
4- تخويف الشعوب العربية من الأتي عبر خلق مخلوق مرعب للشعوب
5- دفع الشعوب العربية إلى القبول بالأنظمة الاستبدادية كخيار أفضل من داعش
6- إعادة الاصطفاف في المنطقة بحيث تتحالف إيران والسعودية وأمريكا وتركيا
7- خلق تحالف واسع في المنطقة ضد داعش يضم الأنظمة العربية والقوى الإقليمية
8- إعادة تأهيل نظام الأسد كخيار أفضل وجزر من التحالف ضد الإرهاب
9- ضم الكيان الإسرائيلي إلى هذا التحالف بشكل علني كجزء من حرب الإرهاب
10- تأهيل نظام السيسي كوكيل لمحاربة الإرهاب في المنطقة وإفريقيا
11- التغاضي عن الانقلاب في مصر وتأهيل السيسي سياسيا ودوليا وإقليميا
12- بدء حركة منظمة مضادة للفكرة الإسلامية والحركات الإسلامية
13- الدفع باتجاه القضاء على ما يسمى "الإسلام السياسي"
14- دفع الأنظمة العربية إلى طلب الحماية الأجنبية ضد الشعوب
15- استنزاف ثروات الدول العربية بدفعها إلى زيادة الإنفاق على التسلح
16- إطلاق أيدي أجهزة المخابرات في العالم العربي بوصفها حامية الأنظمة
17- تحول الدول العربية إلى دول بوليسية بحجة محاربة الإرهاب
لا شك أن العالم العربي يعيش حاليا واحدة من التحولات التاريخية التي ستغير وجه الوطن العربي كلية، هناك مسلمات تنهار، ونحن الآن على أبواب أول انهيارات سايكس – بيكو، وربما الولوج إلى مرحلة غامضة وعنيفة وربما دموية، كل ذلك لأن تطرف الأنظمة العربية الاستبدادية الفاسدة ودكتاتوريتها المدعومة من الغرب والاستعمار قاد إلى تطرف مقابل هو "داعش"، فما يجمع بين بشار الأسد ونوري المالكي وأبو بكر البغدادي، هو التطرف الدموي في اتجاهين مختلفين.
لن تعود الأمور إلى الوراء فدولة البغدادي "داعش"، قوية باعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهي تكنس كل من يقف أمامها لأن الناس المقهورين كفروا بالأنظمة القمعية والفساد والتسلط والإقصاء ويرغبون بالخلاص ولو عن طريق داعش والبغدادي.