الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تدخل أميركي - روسي مباشر!

تدخل أميركي - روسي مباشر!

13.02.2014
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الاربعاء 12/2/2014
كنّا نقول منذ أشهر أن عبء العملية السياسيّة السورية يجب أن لا يبقى على كاهل شيخ الدبلوماسية العربية الأخضر الإبراهيمي. وأن توافقاً روسياً أميركياً سيكون هو الضامن لإبقاء السوريين في مواجهة السوريين، وتحجيم القوى الإقليمية المشاركة في الصراع!!.
الآن وفي هذه الجولة من المفاوضات في جنيف يصرُّ الطرفان على استعمال لغتهم الخاصة في وضع جدول معقول لهذه المفاوضات، فيما يحاول الإبراهيمي استعمال لغة جنيف-1 كما هي:
- مثلاً تستعمل المعارضة تعبير الجسم الحاكم في المرحلة الانتقالية، فيما يستعمل الوفد الرسمي تعبير: الحكومة الانتقالية. وطبعاً، فالمعنى الحقيقي هو "جسم يحكم" دون الأسد، أو "توسيع حكومة" بشار الأسد لتشمل شخصيات في  المعارضة!!. والمسافة بين الخطين لا يمكن اخضاعها لتعابير وسط يمكن يجترحهاالأميركان والروس.
- مثلاً تستعمل الحكومة السورية تعبير وقف العنف، وتربط العنف مع ما تسميه بالإرهاب، في حين تستعمل المعارضة تعبير وقف إطلاق النار، الذي ورد في قرارات جنيف – 1.
وتقول إن الإرهاب هي الحرب التي يشنها النظام على الشعب، لأن المعارضة بقيت طيلة ستة أشهر في حدود المظاهرات التي تطالب بالحرية واسقاط النظام، في حين أن الحكومة هي من استعمل السلاح في قمع الشارع الغاضب، وهذا إرهاب. ثم استقدم النظام منظمات مدانة بالإرهاب دولياً، هي حزب الله، وميليشيات العراق المذهبية، والحرس الثوري الإيراني!!.
والحرب ليست مجرّد حرب تعابير وأصوات إعلامية بين النظام والمعارضة، ولكنها حرب على الأرض كلفت سوريا حتى الآن مائة وخمسين ألف قتيل، وتدمير مليونين ونصف المليون بيت متهدماً، وآلاف المستشفيات والمدارس ودور العبادة!!.
الروس يطرحون الآن فكرة التدخل المباشر في المفاوضات.. ويوافقهم الأميركيون. ولم يفسر أحد معنى التدخل المباشر، لكن الأفكار المتداولة في أروقة الأمم المتحدة تشير إلى مشروع قرار فرنسي يدعو إلى "فتح ممرات آمنة"، للإغاثة الإنسانية، وحتى يضمن المجتمع الدولي تنفيذ ذلك يقترح الفرنسيون وضعه تحت البند السابع من الميثاق ومن هذه الأفكار ضغوط السعودية باثارة الموضوع في الجمعية العمومية، والجمعية كما نعرف لا تصدر قرارات ملزمة، لكن قراراتها يمكن أن تشكل ضغوطاً سياسيّة وأخلاقية.. في وسط أشبه ما يكون بالانفلات الذي تتجاوز فيه البلطجة السياسة والأخلاق.
أي حلّ في سوريا يجب أن يبدأ بوقف إطلاق النار أو وقف العنف بكافة أشكاله، وسحب السلاح الثقيل من الشارع، ووقف فعاليات الطيران، وأي إجراء في عملية "الجسم الحاكم"، أو "الوزارة الانتقالية"، يجب أن تبدأ بإطلاق سراح المعتقلين، فنحن نتحدث هنا عن مئة وعشرة آلاف محتجز في السجون والمعتقلات!!.
ونعود إلى البداية: التدخل الأميركي – الروسي المباشر مطلوب، فالسوريون فقدوا قرارهم الوطني المستقل!!.