تدخل إسرائيلي مشبوه

البيان
الاحد 5/5/2013
تسعى إسرائيل من خلال تدخلها في الأزمة السورية، إلى إثارة البلبلة وخلط الأوراق، عـبر إرسال الطائرات بين الحين والآخر لقصف أهداف في سوريا، فـي محـاولة مكشوفـة لتعقـيد المشـهد السـوري الذي بات معقداً إلى درجة كبيرة، نتيجة التدخل الفج لبعض الدول الإقليمية في هذا النزاع المفتوح.
ولا شك في أن تطويل الأزمة وعدم حسم الصراع الدائر حالياً، يساهم بشكل أو بآخر في تحول سوريا إلى بؤرة توتر مفتوح على الصراعات الدولية والإقليمية، ومن شأن كل ذلك أن يساهم في إراقة دماء المزيد من السوريين، وتشريد ملايين آخرين في دول الجوار، وهو ما يفاقم مشكلات هذه الدول التي تعاني أصلاً من مشكلات داخلية عويصة.
والغريب أن الدول التي تستطيع الضغط على النظام السوري لكي يقتنع بأن يسمح بعملية انتقال سلمي، لا تزال تدعم هذا النظام وتعطيه المزيد من جرعات النشاط الذي ينتج عنه مزيد من العنف والقتل والتشريد، رغم ادعاء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول...
ولكن ما يجري على أرض الواقع هو دعم مفتوح لنظام يمتلك السلاح وآلة القتل والحرب، مقابل شعب اضطر للدفاع عن نفسه بأسلحة خفيفة لم تمنع حتى هذه اللحظة من ارتكاب المزيد من المجازر بحقه، وليس آخرها مجزرة البيضا التابعة لمدينة بانياس الساحلية.
بات الموقف الدولي الموحد حيال الأزمة السورية مطلباً إنسانياً بالدرجة الأولى، قبل أن يكون مطلباً سياسياً أو استراتيجيا أو أمنياً، لأن كل لحظة تمضي دون وضع حد للمجزرة المستمرة، تعد مساهمة مباشرة وغير مباشرة في قتل وتشريد السوريين.
ولذلك يبدو الآن أن السعي العربي الدولي الموحد لبلورة حل يضمن انتقالاً سلمياً، ينبغي أن يحظى بأولوية قصوى.. حل يرضي الجميع ويحظى بغطاء إقليمي دولي وضمانات جدية، لتجنيب سوريا نار الفتنة الطائفية والنزعة الانتقامية.
لقد مضى عامان من التدمير الممنهج لهذا البلد العربي المحوري، ولا بد من ضوء ما في آخر هذا النفق، وإلا فإن النيران ستطال الجميع.