الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تدخل جاد لمجلس الأمن ينقذ "جنيف 2"

تدخل جاد لمجلس الأمن ينقذ "جنيف 2"

27.01.2014
الوطن السعودية


الاحد 26/1/2014
تكفي بعض النقاط لمعرفة عدم جدية النظام السوري في إنهاء الأزمة بما يلبي رغبة الشعب، فالأمر لا يبدأ بعدم احترام وزير خارجية النظام السوري للوقت في كلمته في افتتاح مؤتمر جنيف 2، ولا ينتهي بإعلان المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي موافقة النظام على مبادئ "جنيف 1" للانطلاق في اجتماعات أمس من خلالها ثم تأكيد وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وفد النظام السوري لم يوافق على تلك المبادئ. وما بينهما هدد وفد النظام بالانسحاب، وكال الاتهامات لوفد المعارضة بتعطيل المؤتمر وغيرها من أمور.
إلى ذلك، فأن تشوب المؤتمر تصرفات غير مسؤولة كرد من طرف على آخر ليغيب الشعب وتحضر المصادمة بين طرفين يقول كل منهما إنه يدافع عن مصلحة السوريين، مثل غياب وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم عن الجلسة الصباحية أمس ردا على تغيير في تركيبة المعارضة التي حضرت الجلسة. وكذلك مثل استمرار حديث أعضاء من وفد النظام على أنهم لم يأتوا إلى المؤتمر لمناقشة تأسيس هيئة حكم انتقالية بل لمناقشة الإرهاب، الأمر الذي جعل المعارضة تطالب بإقرار خطي بموافقة النظام على بنود "جنيف 1".
وحين تتضارب الأنباء عن عقد اجتماع في قاعتين منفصلتين يتجول الإبراهيمي بينهما، أو قاعة واحدة بوجود الإبراهيمي فهذا يشير أيضا إلى وجود ضبابية لدى الأطراف حول طبيعة الجلسات. والأغرب أن تطلب المعارضة من الأميركيين فك الحصار عن المدن، فيرفع الأميركيون الطلب إلى الروس، وهؤلاء يخاطبون النظام السوري، ليظهر للجميع بوضوح صارخ أن القرار السوري بيد روسيا وليس بيد بشار الأسد أو غيره. ومن العار على الروس أن يسكتوا على تجويع النظام السوري لمواطنيه وهم يتفرجون، ومن العار على أي نظام في العالم أن يصبح عدم تجويعه لمواطنيه طلبا يأتيه من الآخرين فيفكر في أن يوافق أو يرفض.
باختصار، لإنقاذ "جنيف 2" من الفشل يجب أن يكون لمجلس الأمن دور في الضغط على تطبيق بنود "جنيف 1" التي جاء وفد النظام على أساسها، وعلى الولايات المتحدة أن تجعل كلام وزير خارجيتها واقعا بأن أي حكومة انتقالية يتم تشكيلها لن تشمل الأسد، فذلك يمثل بداية الحل للأزمة السورية، وبغيره سوف تستمر الحرب والقتل والتشريد.