تدمير الكيميائي لم ينه القتال انعكاسات سلبية على الوضع في لبنان

النهار
الثلاثاء 8/10/2013
لم يغيّر موضوع نزع الاسلحة الكيميائية من سوريا أي شيء من الاقتتال الشرس الدائر بين قوات النظام والمعارضة في اكثر من موقع. هلّل الرئيس الاميركي باراك اوباما للاتفاق الاميركي - الروسي الذي كان نتيجة الاتفاق حول تدمير تلك الاسلحة باحراقها . وحذا حذوه عدد من رؤساء دول كبرى ومؤثرة نظرا الى اهمية تدمير هذا السلاح. وقد ادى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دورا اساسيا في اقناع الرئيس بشار الاسد بالتخلي عن هذا السلاح القاتل، وحرص ايضا على تبرئة النظام من ارتكابه جريمة قتل الناس بالسلاح الكيميائي والصاق التهمة بالمعارضة، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قدّم وثائق الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون تثبت ذلك.
وتلتقي قيادات سياسية من قوى 8 و14 آذارعلى ان بقاء المواجهات العسكرية في انحاء سوريا بين الفريقين المتخاصمين يزيد الوضع تأزيماً في لبنان بنزوح آلاف اللاجئين اليه، ليزداد عددهم باطراد وتزيد الكلفة بما لا يتحمله لبنان صحياً وتربوياً. واللافت ان وكالات الامم المتحدة تستعد لوضع استراتيجية لايواء المزيد من اللاجئين السنة المقبلة، ووفقا لتقديرات مسؤولي 10 هيئات تابعة للامم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة و18 منظمة إغاثة اخرى اجتمعت في عمان اواخر ايلول الماضي.
وأعرب المسؤولون عن قلقهم الشديد بعد اطلاعهم على الملخص الذي نشره مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، وجاء فيه: "يعتقد ان السيناريو الاكثر ترجيحا سيكون استمرار الصراع وتصاعده، مع تراجع الخدمات الاساسية
وتآكل اليات التعايش بدرجة أكبر." ووفقا لاحصاءات المكتب، ان مليوني لاجىء سيخرجون من سوريا سنة 2014، دون تحديد العدد الذي يقصد لبنان. وبازاء هذا التدفق من اللاجئين وقلة استيعاب 17 دولة لهم، كان تقرر خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية الاسبوع الماضي صيغة لتوطينهم في تلك الدول، وتجدر الاشارة الى ان 12 منها اوروبية، على ان يكون ذلك باعداد محدودة جدا .
وأيدوا ما توقعه الممثل الاممي والعربي الاخضر الابرهيمي لجهة استبعاد انعقاد مؤتمر جنيف 2 لمناقشة الحل السياسي بين الطرفين المتنازعين في سوريا. واشاروا الى ان تدمير الاسلحة الكيميائية مهم للغاية، لكن وقف الاقتتال بين ابناء الشعب السوري وتدمير ممتلكاته ومؤسسات الدولة اهم بكثير، فمن يتمكن من ذلك اذا كانت ظروف انعقاد جنيف 2 غير متوافرة في النصف الثاني من الشهر الجاري كما كان متوقعا؟
وسألوا ما هو المخطط الذي ينتظر سوريا نتيجة هذا الاقتتال المستمر منذ آذار 2011، والذي لم يعلن خلال 31 شهرا متواصلا من القتال اي وقف لاطلاق النار؟ ومن نتائج الاقتتال المتواصل 8.3 ملايين شخص، اي اكثر من ثلث سكان سوريا البالغ 23 مليون نسمة سيكونون في حالة عوز في نهاية 2014، وهي زيادة بنسبة 37 في المئة عن 2013، منهم 6.5 ملايين لاجىء، وهي زيادة بنسبة 54 في المئة وفقا لاحصاءات مكتب الامم المتحدة لتنيسق الشؤون الانسانية.