الرئيسة \  واحة اللقاء  \  تدويل القضية السورية

تدويل القضية السورية

19.05.2013
د. شملان يوسف العيسى

الاتحاد
الاحد 19/5/2013
«إن النزاع السوري إضافة إلى أنه كارثي، فهو يهدد بالتحول إلى صراع دولي عالمي وهو الآن أزمة عالمية». لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا.
السؤال: لماذا الاهتمام الدولي في سوريا الآن؟ ولماذا دعت الدول العظمى الولايات المتحدة وروسيا لاجتماع دولي في جنيف 2 لمناقشة القضية السورية؟ وهل هنالك احتمال لنجاح المؤتمر؟ وما هي المعوقات الرئيسية التي تعوق نجاحه؟
يعود الاهتمام بسوريا إلى حقيقة أن سوريا لاعب أساسي في التصورات السياسية في الوطن العربي، فهي المحرك الأساسي في السياسة اللبنانية والقضية الفلسطينية وتأثيرها كبير على كل من العراق منذ الغزو الأميركي له عام 2003، كما أنها الداعم الأكبر لـ«حزب الله»، في لبنان وحركة «حماس» في غزة.
ما دفع الدول الغربية للتدخل اليوم بعد مرور أكثر من عامين على المذابح الدموية التي تشهدها الساحة السورية، هو تدفق «الجهاديين» الإسلاميين من كل أنحاء المعمورة بمن فيهم جهاديو تنظيم «القاعدة»، وهذا ما يقلق الغرب ويدفعه للتدخل لإنهاء الصراع الدموي خصوصاً بعد مؤشرات على استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المحظورة عالمياً.
المجتمع الدولي بدأ يفوق على حقيقة أنه لم يعد يقبل أن يقف موقف المشاهد أمام استمرار دوامة العنف ضد الشعب السوري.
هل هناك احتمال لنجاح المؤتمر الدولي في جنيف 2 في الشهر القادم؟ دول العالم التي ستحضر المؤتمر مختلفة أو منقسمة إزاء توصيف الأزمة السورية، حيث ترى الدول المؤيدة للنظام السوري وتحديداً روسيا والصين وإيران، بأن ما يجري في سوريا اليوم هو مؤامرة خارجية الهدف منها تغيير النظام لأنه معاد للغرب، بينما ترى دول غربية وعربية بأن ما يجري هو ثورة شعبية ضد نظام جائر.
رغم أن الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر جنيف 2 ، والخاص بسوريا قد بدأت في باريس بحضور مندوبين من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لتبادل وجهات النظر حول عقد مؤتمر جنيف المقرر عقده في مطلع الشهر القادم. إلا أن بوادر الأزمة قد بدأت تبرز، لأن الحكومة السورية سلمت الخارجية الأميركية أسماء مسؤولين يمكن أن يشاركوا في المؤتمر، بينما ترفض بعض الدول العربية ومنها السعودية والأردن وقطر والإمارات ومصر إشراك الأسد ونظامه في أي تسوية سلمية في سوريا. وقد تراجعت مصر عن قرارات وزراء الخارجية العرب في أبوظبي وأعلنت بأنها لا تمانع مشاركة الأسد أو من يمثله في المؤتمر. ومن ناحية أخرى، تصر موسكو على مشاركة إيران في مؤتمر جنيف.
الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترفت في الأسبوع الماضي بائتلاف المعارضة السورية باعتبارها الممثل الشرعي للشعب السوري. هل الائتلاف يمثل وجهة نظر كل جبهات المعارضة؟
هنالك جماعات جهادية إسلامية متطرفة مثل جماعات «النصرة» و«القاعدة»، هذه القوى، لا يمكن الاستهانة بها لأنها ستشكل مشكلة لمرحلة ما بعد الأسد. فالدول العربية والغربية متخوفة من مستقبل سوريا ما بعد الأسد، فتجارب دول «الربيع العربي» أفرزت لنا قوى سياسية إسلامية متطرفة لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالتعددية.
ما نتخوف منه فعلاًً في الخليج هو أن يكون النظام القادم في سوريا أكثر استبدادية وتعسفاً ومصادرة للحريات من النظام الاستبدادي الحالي.